ميس الورد‘‘.. رحلة 15 سنة رسمت قصة نجاح أردنية في صناعة الألعاب الإلكترونية - فيديو

اخبار البلد-

عمان– لكل من يعتقد أن صناعة الألعاب الإلكترونية تعد ترفا أو صناعة ثانوية لا يمكنها أن تخلق وظائف أو تدر دخلا على العاملين فيها، فهناك الكثير من قصص النجاح والتفوق العالمية لشركات ألعاب الكترونية تثبت خطأ هذا الاعتقاد وتدلل على قوة هذه الصناعة وقدرتها على صناعة إيرادات بعشرات المليارات. كما أن هناك قصص نجاح محلية لشركات أسسها أردنيون ليلعبوا دورا مهما في السوق العربية، وليسهموا في تطوير الصناعة محليا وتوظيف عشرات الشباب الأردني.
"ميس الورد" الشركة الأردنية المتخصصة في ألعاب الموبايل والمحتوى الإلكتروني، هي إحدى شركات الألعاب المحلية التي أسهمت في تطوير صناعة الألعاب محليا، ورسمت على مدار 15 سنة قصة نجاح في مواجهة تحديات الصناعة مع التغيرات التقنية التي تشهدها عالميا، وخصوصا بالانتقال الى عصر الهواتف الذكية، لتكون هذه الشركة لاعبا رئيسيا في تطوير ألعاب بلغة عربية وبمواكبة أحدث التقنيات مثل الواقع الافتراضي.
يقول المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ميس الورد"، نور خريس: "من المتوقع أن تبلغ إيرادات الألعاب الإلكترونية عالميا حوالي 135 مليار دولار، منها 63 مليارا لألعاب الموبايل". ويؤكد أن صناعة بهذا الحجم والنمو من المهم أن تلقى اهتماما أكبر "وأن نطور قدارت شبابنا فيها وليس فقط بمجال تصميمها وتطويرها، ولكن في مجال تحليل البيانات وإدارة الأعمال والتسويق".
خريس -ابن الـ41 عاما والحامل لشهادات في الهندسة الزراعية والأعمال والتسويق- يقول "إن فكرة تأسيس الشركة في العام 2003 جاءت بعد خبرة اكتسبها لأربع سنوات في مضمار المحتوى وألعاب الموبايل، ولحاجة السوق المحلية والعربية في ذلك الوقت لمثل هذا المحتوى الترفيهي، في وقت تؤكد فيه الدراسات على نمو كبير لهذه الصناعة في السنوات المقبلة".
ويوضح خريس "أسسنا الشركة لتكون وقتها من أوائل الشركات العاملة في هذا المجال في المنطقة، وكبداية أي شركة ناشئة بمجال جديد، واجهنا تحدي غياب الكوادر البشرية العربية المتخصصة في برمجة وتصميم الألعاب الإلكترونية. وما كان منا إلا الإصرار على تحقيق النجاح من خلال التخطيط السليم لبناء الإمكانيات التقنية والتنافس في صناعة الألعاب الإلكترونية للموبايل، والتي وجدت بشكل أساسي في أوروبا في ذلك الوقت. وأولى هذه الخطوات كانت التعاون مع مطوري ألعاب عالميين ومن ثم نشر هذه الألعاب في العالم العربي بعد تهيئتها لتناسب المستخدمين في الدول العربية من حيث اللغة والشكل وخطط التسويق، لذا كانت لعبة سبايدرمان أول الخيارات ومن ثم تلتها ألعاب أخرى".
ويتابع خريس حديثه عن مراحل التأسيس "ومن خلال هذا التعاون العالمي، تعلم الفريق الأردني مختلف منظومات تطوير الألعاب الإلكترونية فيما يخص الموبايل، وهذه القدرات المكتسبة شجعت الشركة على اتخاذ الخطوة الأولى ببناء فريق فني يعمل على تصميم لعبة عربية. ولكن شح القدرات التقنية المحلية من مبرمجين، دفعنا للاستثمار ببناء فريق عمل خارج الأردن. وما إن ولدت لعبة الطاولة الأولى "المحبوسة" العام 2004 نتيجة التعاون المشترك مع شركة Siemens لأجهزة الموبايل في دبي والتي تزامنت مع إطلاق أحد الأجهزة الجديدة لديها، كان لهذا النجاح صدى رداد على فريق العمل الذي اندفع معنويا وماديا لتطوير اللعبة الثانية "تركس"؛ وهي لعبة ورق معروفة في البلاد العربية على نطاق واسع، وقد تم الاتفاق آنذاك على توزيعها بمساعدة شركة زين".
ويضيف خريس "أن أحد التحديات التي واجهت مطوري الألعاب آنذاك كان غياب متاجر التطبيقات، مما أدى إلى سيطرة شركات الاتصالات للوصول للمستخدم، بالإضافة للنسب المرتفعة المقطوعة منها التي في الحقيقة لا تغطي المصاريف الباهظة للإنتاج".
ويزيد إيضاحا "وواجهت الشركة بعدها تحديا ماديا لتقديم المزيد من الألعاب العربية المميزة للمستخدم العربي المتعطش لمحتوى يرتبط ويتعلق به من حيث الثقافة واللغة، فما كان من الشركة إلا الاعتماد أكثر على مبرمجين في المملكة لتخفيف الأعباء المادية وبالتالي لتطوير الألعاب بشكل أكبر".
ويتابع خريس "ومنذ تلك اللحظة، تابعت ميس الورد تطوير الألعاب المميزة للموبايل. وبما أنها باتت معروفة عالميا على متاجر التطبيقات، فقد نالت ثقة العديد من اللاعبين الموجودين داخل وخارج الوطن العربي".
كما تعاونت وتعاقدت مع شركات محلية وعالمية لتطوير ونشر ألعاب مثل: كات ذا روب rope the Cut، عالم زووني حول العالم World Zoony، شخصيات الأودبودوز للرسوم المتحركة Oddbods، بطولة المحارب وألعاب أخرى. وتمارس الشركة مجهودا كبيرا في تطوير الألعاب بملكية فكرية خاصة بـ"ميس الورد" وتطوير ألعاب الواقع الافتراضي والمعزز لتواكب تطورات التكنولوجيا؛ حيث افتتحت فرعا جديدا في بريطانيا العام 2017 واكتسبت علامة الشركة الريادية المميزة من مؤسسة الرياديين البريطانيين الحكومية المعنية بتطور قطاع الريادة في بريطانيا.
ويشير خريس الى أنه في العام 2011، كانت "ميس الورد" من ضمن شركات أردنية أخرى تؤسس رابطة صانعي الألعاب الأردنية التي تهدف لتكون الأردن بوابة للشرق الأوسط في تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية.
وبعد هذه المسيرة في هذه الصناعة المتخصصة، تواصل شركة "ميس الورد" عملها بجد بفريق عمل في المملكة مكون من 24 شخصا، بالإضافة الى 4 خارج الأردن من خلال مكتب بريطانيا، بحسب ما يضيف خريس الذي قال "إن هذا الفريق يعمل على نقل خبراته من خلال إدارته لدورات وورش عمل مختبر الألعاب الأردني وتحدي التطبيقات الذي منذ تأسيسه العام 2011 استطاع التدريب والتعريف بصناعة الألعاب لآلاف من الشباب".
وينصح خريس الشباب الأردني المهتم بهذه الصناعة، قائلا "على المطور أن يفكر بتطوير منتجه بجودة عالية لينافس بأسواق عالمية، وعليه التفكير بتكنولوجيا الواقع المعزز والافتراضي التي ينتظرها مستقبل كبير".
وينصح خريس المطورين بالتفكير بتحليل البيانات وتطوير الألعاب بناء على معطيات السوق، والتركيز على متاجر التطبيقات البديلة التي هي أقل ازدحاما وتنافسا والعمل من خلالها للوصول للمستخدمين.
ويؤكد أهمية أن يركز المطور على ألعاب الموبايل الخفيفة casual games التي هي أسرع بالتطوير وأقل كلفة ولها رواج عال لدى المستخدم.