يتباكون ويخططون .... فماذا نحن فاعلون ؟!
يتباكون ويخططون ... فماذا نحن فاعلون ؟!
كما غرينبلات مستشار الرئيس الامريكي ترامب ومقاله الذي حمل تضليلا وخداعا وتباكيا على الشعب الفلسطيني ... وما اعرب عنه من جديد قديم لرؤية اسرائيل حول السلام الاقتصادي والاصح الاستغلال الاقتصادي والاستثمار لجانب الطرف الاسرائيلي ... أي علاقة ما بين اسياد وعبيد كما مفهوم الاقطاع القديم واستغلال طاقات وخيرات الشعوب وقوتها العاملة لصالح الاقتصاد الاسرائيلي .
مقال حمل افكار تعبر عن توجهات للسيطرة والاستعباد والاستغلال .... وفي ذات الوقت اعطاء طبيعة الصورة المراد ان نكون عليها .... دون تحقيق حقوقنا الوطنية والسياسية .... وفي ذات المضمار والسياق محاولة افساد العلاقة ما بين الشعب وقيادته وتحميل القيادة مسؤولية ما الت اليه الظروف دون ان يتطرق الى اسرائيل المحتلة وممارساتها العنصرية وارهابها المنظم ومخططاتها المدبرة والمنفذة وبمساعدة امريكية لاجل اجهاض مقومات القوة الفلسطينية وبكافة الميادين .
مقال اقل ما يقال عنه انه سيئ السمعة والمضمون وفيه الكثير من الالغام السياسية التي تدلل على ان امريكا بانحيازها الكامل وما يجري تدبيره من خلال خطتها المسماة بصفقة القرن انما تؤكد على ان لا خير سيأتي من واشنطن ... كما لن يكون هناك خيرا من تل ابيب .... وان التباكي ودموع التماسيح التي يحاولون نشرها انما يأتي في سياق تضليلهم وخداعهم وتزييفهم للحقائق والتاريخ .
وكما مقال غرينبلات يجري صياغة المشروع الامريكي لوسم المقاومة بالارهاب وفي هذا تحول اضافي في السياسة الامريكية الذي يدلل على ان امريكا لا ترى الا بالعين الاسرائيلية ..... ولا تضخ افكارها الا من خلال الفكر الصهيوني .... ولا تسعى الى سلام او تسوية ولكنها تسعى الى ادارة الاحتلال .... كما ادارة الصراع ... والابقاء على الاوضاع وافشال مشروعنا الوطني التحرري بشقيه المقاوم والسياسي .... وان تجعلنا عبارة عن جماعات ارهابية تمارس الارهاب وبالتالي تقديم الارهاب على مسمى المقاومة ... كما تقديمه على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني .
محاولة لتقسيم المقاومة والنضال الفلسطيني والجغرافيا الفلسطينية في ظل المحاولة الامريكية لوسم حركة حماس بالارهاب في انحياز واضح وفاضح للسياسة الامريكية التي تؤكد عبر التاريخ انها منحازة لصالح اسرائيل ... وتحاول عبر ثقلها السياسي ان تمرر المواقف التي تخدم هذا الكيان وتجعله في موقف المدافع عن نفسه .. وعن وجوده وهي بهذه السياسة المتباكية والمنحرفة تبرر لاسرائيل وتعمل على توفير التغطية الدولية لشن عدوانها على القطاع وعلى مجمل الاراضي الفلسطينية ... كما تبرر لاسرائيل استخدام القوة العسكرية المفرطة بحجة الدفاع عن النفس ومواجهة الارهاب الذي تحاول امريكيا ان تلصقه بحركة حماس وكأن العالم والرأي العام العالمي سيرى ان اسرائيل وما تمارسه حق مشروع ودفاع عن النفس امام التهديدات التي تتعرض لها .
اكذوبة وتضليل وخداع تم ممارسته منذ انطلاق الثورة الفلسطينية واعتماد الكفاح المسلح وما جرى عبر مسيرة النضال من مواقف امريكية منحازة ساعدت اسرائيل على الهجوم المسلح وشن الحروب وممارسة الاغتيالات وليس اخرها حرب لبنان بالعام 82 وحصارقيادة منظمة التحرير بتونس .... وما جرى من حصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات بمقر المقاطعة بما يزيد عن ثلاثة سنوات وهم يحاولون الصاق صفة الارهاب بالرئيس الشهيد وما جرى عليه من ضغوط حتى قتله واستشهاده .
منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومحاولة وسمها بالإرهاب وتضييق الخناق عليها وحصارها السياسي والمالي ... أي ان السياسة الامريكية التي تعمل على وسم حركة حماس بالإرهاب استكمال للسياسة الامريكية المنحازة والتي تحاول تضليل الرأي العام العالمي وما محاولة امريكا لاستقطاب مواقف الاتحاد الاوروبي مع التعديل الطفيف بمشروع قرارها الا امعان وتأكيد على ان امريكا بقرارها تريد تحقيق مكسب سياسي لنتنياهو ... كما تريد تحقيق غطاء دولي لشن حرب عدوانية على القطاع .. كما تريد ان تدخلنا في متاهات ومنزلقات تعمق الانقسام وتزييد من حدته ويحمل كلا منا الاخر مسؤولية ما الت اليه الامور .
ما قاله غر ينبلات بمقاله بذات سياق المشروع الامريكي الذي سيجري التصويت عليه والموقف الفلسطيني المدافع عن حركة حماس بصفتها حركة وطنية فلسطينية كما دفاعها عن المقاومة باعتبارها حق مشروع كفلته كافة المواثيق والاعراف الدولية وابراز ان المقاومة نابعة بالاساس من وجود الاحتلال ... وان على الاحتلال ان يرحل وان يزيل مستوطناته وكافة نتائج وجوده على الارض الفلسطينية حتى تتحقق التسوية السياسية وفق مفهوم حل الدولتين واقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 كحد ادنى يمكن ان يكون مقبولا لدى الفلسطينيين وقيادتهم .
ما يجري من مواقف امريكية وعلى الساحة الاممية من خلال الامم المتحدة يتطلب بالمقام الاول رسالة فلسطينية وحدوية لا تحمل ثنائية المواقف ... بل تعبر عن موقف واحد ومطالب واحدة ووضوح تام بالرؤية .... حتى نتمكن من مواجهة ما يخطط وما يدبر على اعتبار ان وضع الانقسام يفتح شهية الاعداء ... حتى يتباكوا مرة .. وحتى يخططوا ويدبروا مؤامراتهم مرة اخرى .... وهم في النهاية لا يريدون الخير لنا .... فلماذا نحن لا نسعى للخير لأنفسنا والوحدة لنا ؟!
الكاتب : وفيق زنداح