آه يا وطني ...
آه يا وطني...
آه يا وطني... كثر فيك التسويف والتخويف، شبابنا باهلٌ عن العمل، بطالة مقنعة مرعبة مذهلة. آه يا وطني... المواطن مثقلٌ بالضرائب وقعها كوقع السهام على ظهر المجن، تتطاير منها الشرر، تقدح كقدح المكب على الزناد الأجذم. تسويف تلو تصريح ؛حتّى بتنا لا نميّز الحنظل البري من البطيخ المروي.
آه يا وطني...لماذا نحتاج إلى متسوّق خفي؟ وهذا اعتراف صريح وخطير بأنّ مؤسساتنا تعيش في ترهل مؤسسي وإداري. وطنٌ في القرن الواحد والعشرين تحتاج مؤسساته إلى متسوق خفيّ. لماذا؟ لماذا لا نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وننتهي من مصطلح " المتسوّق الخفيّ " أم أنه أصبح أداة قياس وتقويم جديدة متطورة، علمًا أنني درست الإحصاء في جامعة ال البيت، وفي الجامعة الهاشمية، وفي جامعة اليرموك على يد علماء في الإحصاء، ولم أجد هذه الأداة في أدوات القياس المعروفة عالميًا. وإنْ بات الأمر لا يسير إلا بالمتسوق الخفي في وطننا، فإننا أصبحنا في وضع خطير. ما هكذا تعالج الأوطان!
آه يا وطني ... كيف سيكون حال النّمو الاقتصادي في ظل سحابة الضرائب؟ وكيف سيكون حال الاستثمار في ظل استمطار الضرائب؟
آه يا وطني... المديونية في ازدياد ... والمعالجات شكلية آنية لا تسمن ولا تغني من جوع، وأيّ حكومة لا تضع خطة واضحة شفافة؛ لوقف المديونية المتسلقة عليها أنْ تستقيل؛ لكي لا تسهم في إغراق الوطن.
آه يا وطني... كثر في مجالسك الرياء والنفاق السياسي والاجتماعي، كلٌّ يغني على ليلاه، سينٌ يتربص بصاد، وعين تحفر لغين، وجيمٌ يطعن بحاء، وهكذا دواليك.
آه يا وطني... نشبت أنياب السباع في جسدك، فنهشت من جسدك على حين غرّة ، وغادرت محملة بذهب الوطن ،ولكن لم تسلك طريق الوديان الوعرة والفيافي الموحشة بل أقلعت على أجنحة الطائرات، وفي أغلى الدرجات تاركةً خلفها الأنين والأوجاع الناتجة .
آه يا وطني... أنا لست مُحْبِطا ولكن أخشى على وطني الغالي من المحن الذي عشت فيه خمسة عقود ويزيد، وخدمت وطني ثلاثين عاما مخلصًا متميزًا دون متسوق خفي وبشهادة دولة الرزاز الخطية الموثقة، ولثلاث مرات متتالية، وأحلت إلى التقاعد وأنا على مشارف الترفيع إلى الدرجة الخاصة جوازيًا نهاية هذا الشهر 31/12/2018 وأنا في السنة السابعة في الدرجه الأولى، وتألم معالي رئيس الديوان الملكي لما حلّ بي . ولكن أشكو أمري إلى الله إنه نعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وحفظك الله يا وطني حصنًا منيعًا وحفظ الله الشعب الأردني في ظل القيادة الهاشمية الإنسانية الرحيمة.
الدكتور سماره سعود العظامات