التنمّــــــُر لمن يلجأ التلميذ في المدرسة عندما يتعرض لموقف صعب؟!


بالأمس وفي حفل افتتاح مؤتمر المعلمين السابع والعشرين للملتقى الثقافي التربوي؛ وفي معرض حديثها عن المعلم المُلهِم تطرقت سمو الأميرة بسمة حفظها الله عن بعض المشاكل التي تواجه الطلبة واستعرضت موضوع التنمر في المدارس والتي اصبحت ظاهرة مجتمعية خطيرة لاغتيال الشخصية بتطور هذه الظاهرة الى حد التنمر الالكتروني والذي من خلاله تعرض ليس فقط الأطفال بل والبالغين لهذا الشكل من الجرائم التي تهدد حياة الأفراد وتوقعهم ضحية للابتزاز المادي والمعنوي.

وفي مجمل الحديث عن هذه الظاهرة (ظاهرة التنمر)عند الأطفال نوهت سموها الى خطورة ما يتعرض له الطفل من سادية اقرانه الأطفال وتعذيبهم له نفسيا وجسديا وفكريا وتهديده باستمرار لفظيا وجسديا، فهل ندرك مقدار العذاب والألم الذي يقع به أبنائنا جراء هذه الظاهرة؟!

والسؤال هنا، إلى مَنْ يلجأ الطفل في هكذا مواقف؟ هل يلجأ الى أمه؟ أم الى أبيه، أم الى معلمه؟!

سؤال مهم جدا فإذا لم يلجأ هذه الطفل الى من يحميه من االتطرف حتما سيقع فريسة ويحدث ما لا يحمد عقباه، وقد تصل بهذا الطفل الى الانتحار ونحن غير مدركين لما يحدث لأبنائنا آباءا وأمهات ومربيين؛ لأننا لم نعر هذه الطفل الانتباه والاهتمام لما يجري حوله "من ذئاب ووحوش" لم نحس ابدا بمعاناة هذا الطفل.

الأمرغاية في الخطورة ونسب الأطفال الذين يتعرضون للتنمر عالية في مدارسنا ولا يستطيع احد انكارها وقد اقتيد العديد من الأطفال الى مستنقع العنف الجنسي والاذلال وكذلك جر الأطفال والمراهقين الى مستنقع المخدرات وغيرها من الظواهر التي تدمر أسر بأكملها.

وهنا أقول للآباء والمربيين جميعا لنكن أكثر قرباً من أطفالنا، لنتحدث وإياهم نحاورهم، نلعب معهم ونشجعهم على بناء الثقة بالنفس ونحصنهم بالتوعية من الأخطار التي تحيط بهم، والأكثر من ذلك نشجعهم على الصدق وإخبارنا عن اي موقف يتعرضون لهم دون خوف من سلطة أب او أم او سلطة معلم حتى نكون لهم ملجاً آمناً ونوفر لهم كل أشكال االحماية، وإزالة كل مظاهر التهديد التي يتعرض لها أبناءنا سواء كان ذلك في المدرسة او في الشارع او البيت.

ونحن كمعلمين تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة قد تفوق مسؤولية الأباء في هذا االموضوع، ولزاما علينا أن نعمل على توفير بيئة تربوية آمنة؛ ترعى الطلبة وتهتم بهم، والأهم من ذلك أن نعزز الثقة باالنفس عند جميع الطلبة سيما الطلبة الذين يحتاجون الى الدعم المعنوي من جميع المربين لاثبات ذاتهم بالغرفة الصفية من خلال إعطائهم حقوقهم من الوقت والتعلم في الغرفة الصفية وأن لا تبقى العملية التعلمية منحصرة بعدة طلبة بينما يتم إهمال وتهميش الآخرين دون وعي او دراية بما نعمل، فهل سأل كل معلم نفسه بعد انتهاء الحصة االصفية ماذا قدمت لكل تلميذ خلال الحصة، هل استثنيت أحداً، هل تم تهميش طالبا في الحصةً؟ وهل أنا مدرك لذاك التصرف غير اللائق لهذا الطالب او ذاك؟ وماذا فعلت لتوجيه سلوك الطالب ومعالجة الخلل لديه بكل مظاهر المحبة والاحترام لهذا الطالب؟ ام كانت طريقتي فظة ومنفرة في معالجة الموقف مع هذا الطالب؟!

أسئلة كثيرة نضعها أمام أعيننا حتى نصل بالتعليم الى مرتبة متقدمة تحترم عقل الطالب وشخصيته وتكسبه المهارات التي تبني ثقته بنفسه وبمعلميه وبمجتمعه وقياداته وأهله، وتعطية الاهتمام والعناية التي يستحق.

اذا وصلنا الى هذه الدرجة مع معلمينا بالغرفة الصفية فأنا على ثقة بأننا نسير بالاتجاه الصحيح في مدارسنا ومع طلابنا