لماذا «اقتر َح» أردوغان «قِمة جدیدة»حول..ادلب؟

 لم یُ ِسفر لقاء الرئیسین بوتین وأردوغان على ھامش مشاركتِھما في قمة العشرین التي انتھت للتو في العاصمة الارجنتینیة بیونس ایرس،عن نتائج تُ َذكر باستثناء العبارات العمومیة التي وردت في بیانات صحفیة صدرت عن الجانبین،كان اللافِت فیھا الاقتراح ُ الم ِ فاجئ الذي تقدّم بھ الرئیس التركي لنظیره الروسي،والداعي الى عقد قمة جدیدة بینھما.قال في تبریره للإقتراح ُ «المجدي» ِخ ُ ذھا،مستطِرداً (اردوغان):وفي ھذا في ِ نظره:أن ھناك العدید من الخطوات التي یجب ان نتّ .« ِ الإطار أج ُ د انھ من المناسب جدا إجراء محادَثة حتى وإن (كانت قصیرة) حول..إدلب تصریح یَستبِطن ِ ویعكس في الوقت ذاتھ،ارتباكا تُركیا إزاء التلكؤ المقصود ولعبة شراء ِمارسھا عن قصد واستذكاء انقرة،منذ ان وقّع بوتین واردوغان اتفاق سوتشي الوقت،التي تُ الخاص بادلب في السابع عشر من ایلول الماضي،والقاضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق یتراوح بین 15-20 كیلومتراً،وخصوصا فصل التشكیلات ُ المسلحة الم ُ وصوفة»م ِعتدلة»عن تلك الإرھابیة،والتي لم ِ تلتزم انقرة تنفیذھا حتى الان.رغم مرور اكثر من شھرین ونصف على اتفاق سوتشي،ورغم»الصبر»الذي أبدَتھ موسكو بل وما ّ سوغتھ لھا من اسباب،وصل حدود»المدیح»بأن الجانب التركي یبذُل جھودا في ھذا الإتجاه،وان الأمور ُ معقّدة على نحو تستدعي المزید من الوقت،وغیرھا من التبریرات الروسیة التي تقصد ضمن امور اخرى،عدم منح المزید من الذرائع لأنقرة ّ للتھرب من مسؤولیاتھا والتزاماتھا،وبخاصة ان عیون تركیا ِ شاخصة نحو واشنطن بعد صفقة اطلاق القس الامیركي َ برانسون،والغزل الذي َ باشرتھ انقرة تجاھھا.من أجل ّ «فك» الأخیرة ارتباطھا بكرد سوریا(قوات سوریا الدیمقراطیة)،التي ترى فیھا تشكیلا ارھابیا ومثابة ذراع عسكري الامر الذي تقف إزاءه إدارة ترمب موقفا مزدوجا،فھي في ھذه المرحلة وبعد ان َ حسمت أنقرة PKK.لحزب العمال الكردستاني التركي لا تُرید «الطلاق»مع حلیفتھا الأطلسیة،وفي الوقت نفسھ ما تزال تراھن على تحالُفھا (..)،400-S َ أمرھا بالمضي قدما في صفقة الصواریخ مع قوات قسد وترى فیھا حصان طراودة خاصتھا،الذي من ِ خلالھ َ وعبره ِ تواصل العمل على مشروعھا العدواني،الرامي الى عرقلة حل الازمة السوریة سیاسیا (ھنا یجدر العودة الى اللغة والمصطلحات التي عبّر فیھ مسؤولون أمیركیون عن موقفھم ازاء النسخة (11 (من لقاء و َصفوه بالفاشل وطریقھ مسدودة َ وفي»مأز ُ ق»,م ّحملین المسؤولیة لموسكو وطھران ودمشق)،والعمل ایضا على»إحیاء»نشاط استانا،وكیف َ داعش على جانبي الحدود العراقیة السوریة,بما یسمح لھا لاحقا بالعودة الى مشروعھا»الأصلي»الرامي الى تقسیم المنطقة ورسم خرائط ِ نھي أو تطمس الھویّة العربیّة للمنطقة ُسس طائِفیة ومذھبِ ِ یة وعرقِیة تُ .جدیدة،لھا تنھض»ھویّ ِ ات»دولھا المطلوبة أمیركیاً،على أ قد لا تنجح واشنطن في إقناع انقرة ان إقامتھا لنِقاط مراقَبة عسكریة على الحدود السوریة التركیة،انما ُ یص ّب في مصلحة الاخیرة،ولا َعت،لكن حكومة اردوغان ُ تنظر بعین الشك للخطوة الأمیركیة،وما یزال اردوغان یأمل في»استمالَة»نظیره یستھدف َ استعداءھا كما ادّ الامیركي،الذي یبدو انھ قد َ خضع «نھائیا» لآراء ومواقف مستشاریھ الصقوریین،وعلى رأسھم بولتون وبومبیو،بعدم مغادرة القوات الامیركیة ُ المحتلّة...سوریا،بل وفي زیادة عدیدھا وتسلیحھا كما رشح مؤخرا.ما یضع الرئیس التركي امام ساعة الحقیقة وضرورة المراوغة وشراء الوقت الذي سیصل الى نھایتھ حتماً,او تنفیذ الإلتزامات ّ والتعھدات التي اخذھا على عاتقھ في الاختیار،بین َ مواصلة نھج َ قمة سوتشي,والتي نحسب ان قمة اخرى (كما اقترح اردوغان) لن تكون قریبة حول ادلب,لان لا شيء جدیدا سیُ َطرح على جدول اعمالھا,سوى تنفیذ بند فصل ُ المنظمات ِ (المعتدلة) التي یحتضنھا اردوغان,عن تلك الارھابیة مثل النصرة /ھیئة تحریر الشام ّ وحراس الدین وغیرھما من الفصائل الارھابیة,التي لم ّ تتورع – وھي ِ تستشعر قوة واطمئناناً بان الجانب التركي لن یَ ِخذلھا –عن تسلیم ھیئة تحریر الشام ِ «شروطھا»لأنقرة,بھدف الخروج بـ»صفقة» في إدلب تحفظ مصالحھا الاساسیة.حیث جاءت على النحو َ التالي:ك ّف انقرة ضغوطھا على التنظیم ِ لحل نفسھ,ووقف تحریضھا المنظمات الموالیة لھا ضد التنظیم في مناطق سیطرتِھ بادلب,اضافة الى تسلیم الاتراك الإبقاء على «حكومة الانقاذ» التابعة للتنظیم (أو) إعطائھ حصة ِ وازنة,في حال تشكیل حكومة ُ م َشتركة مع «الحكومة المؤقتة»,التي یُدیرھا الائتلاف السوري ُ الم ِعارض.ناھیك عن «الشرط»الاكثر خطورة,الذي تقول فیھ النصرة:ان على تركیا «وحدَھا» إدارة الطریقین ِ الدولیّین َطین بین حلب وحماة واللاذقیة دون ّ تدخل ِ روسي,وانسحاب عناصر التنظیم سبعة كیلومترات عنھما ولیس َ السریعَین»إم4 «و»إم5,«الرابِ . ِ عشرة,كما ھو وارد في اتفاق سوتشي ھنا تتجلّى المراوغة التركیة وانعدام حماستھا لاتّخاذ أي «إجراء» وخصوصا عسكري ضد إرھابیي النصرة,الامر الذي لفت الیھ الرئیس الروسي في اجتماعھ باردوغان في الارجنتین,عندما دعاه لاتّخاذ إجراءات َ «أشد» لتطبیق اتفاق ادلب/سوتشي,لافتا ان ذلك»ضروري لمنع ّ ,لا سیما باستخدام ذخائر تحتوي على غازات سامة .«تكرار حوادث مثل قصف حلب مؤخراً واذ أبدى بوتین «تفاؤلھ» بجھود موسكو وانقرة ُ للمضي قُدما في انشاء المنطقة منزوعة السلاح بادلب،الا انھ قال بوضوح:»...نرى ان جھود شركائنا الاتراك ھناك،لا تزال تتعثّر بعض الشيء»،مضیفا ربما للمجاملة «لكنھم یعملون بالفعل».ما لبِث ان أشار الى مسألة تشكیل اللجنة الدستوریة السوریة,واصفا إیاھا بانھا ُ «مِھَمة شدیدة ِ الدقة والحساسیة» وتتطلب صبرا كبیرا،مؤكدا مرة اخرى:ان موسكو وانقرة ُ دما,م ِ تجاھلین تتقدمان في ھذا المسار،»لكن»علینا ان نأخذ موقف شركائنا الإیرانیین ایضا وبالطبع–قال بوتین ــ لا نستطیع ُ المضي قُ .«موقِف...دمشق اعاد بوتین الأمور الى نصابھا بلغة دبلوماسیة ّ حمالة أوجھ,تتساوى فیھا قوة «الكوابِح»,مع ذلك الاحتمال الذي لم َ تتخ ّل عنھ موسكو یوماً،وھو استعدادھا – ودمشق – لعمل عسكري،اذا ما تواصلت حال الجمود التركیة الراھنة في تنفیذ اتفاق سوتشي/ادلب,والذي تجلّى في صوره في القصف الجوي العنیف الذي قامت بھ القوات الجوفضائیة الروسیة،ضد المجموعات التي قصفَت حلب بغاز الكلور.وھو بعض َ . َ أحد الاسباب –ربما – التي دفعت اردوغان،لاقتراح عقد قمة جدیدة حول إدلب، نحسب انھا لن تُعقَد