اهتمام أردني مفاجئ بالملف الليبي



وصل الى عمان أول أمس رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، وحظي الرجل باستقبال ملكي رسمي في قصر الحسينية.
الوفد الذي يرافق السراج يضم كبار المسؤولين، واظنه سيعقد لقاءات مع الحكومة قد تؤدي لتعاون اقتصادي، كما ان الرجل قرر تسديد مبلغ 110 ملايين دينار للمستشفيات الاردنية كديون مستحقة على الدولة الليبية.
الاهم من كل ذلك هو ان ثمة اخبارا تقول ان قدوم الرجل الى عمان سببه محاولة المملكة عقد لقاء مصالحة بين رئيس المجلس الرئاسي «فايز السراج» وبين المشير خليفة حفتر المتواجد في عمان منذ ايام.
هناك تكتم على سبب الزيارة، وهناك تكتم ايضا على اهمية واسماء الشخصيات المرافقة لفايز السراج التي يقال ان من بينها مدير المخابرات ووزراء مهمون في الحكومة.
نعرف ان للاردن علاقة «عتيقة» بالمشير خليفة حفتر، ونرغب ان نكون طرفا اصيلا في وقف سيلان الدم الليبي، ونتمنى ان نقف محايدين في الحوارات الجارية وان نعمل على ان تكون مثمرة.
أدرك ان ثمة دولاً ربما دفعت الاردن ليقوم بخطوة دعوة الاطراف للمصالحة، ولن نعترض على دور نلعبه في تصميغ الوضع الليبي، بشرط ان نكون على مسافة واحدة من الجميع.
هناك عواصم لنا علاقة جيدة معها ترغب بالمصالحة، واعتقد ان واشنطن مهتمة بالامر، ذلك لضمان عودة وتدفق النفط الليبي كما يجب.
بالمقابل هناك عواصم قريبة لنا، قد لا ترغب بالمصالحة، وتريد ان يستمر النزف الليبي، الى حين انتصار الطرف القريب منها، وهؤلاء –اي العواصم– لا مصلحة لنا معهم ويجب ان نبتعد عن طريقة تفكيرهم.
اتمنى ان تنجح الجهود الاردنية، وان يسجل لعمان كما هي دائما فضيلة الوفاق والاتفاق، واعتقد ان الملك حريص على المصالحات، وسيرمي بثقله لتحقيق ذلك.