محاضرة الروابدة.. الأردن على الحافة



في جمعية الشؤون الدولية، النشيطة، حاضر رئيس الوزراء السابق، المخضرم، عبد الرؤوف الروابدة، وكعادته لم يكن رتيبا او اعتياديا، بل تحدث بلغة مشوقة وجاء بالجديد من ناحية توصيفه لواقعنا.
الروابدة في محاضرته اصر على ان الاردن يعيش مستقرا على الحافة، حتى البنية التأسيسية والجغرافية كما الديموغرافية للدولة تجعلنا لا نغادر التحدي والحافة.
اعجبني وصف الروابدة لعلاقة الاردن بالجوار (السعودية والعراق وسوريا) انها كانت استرضائية على حساب المصالح، وتجلب معها التبعية والاختراق والحصار.
الموضوع الفلسطيني اعتبره الروابدة حافة خطيرة اخرى ووصف تداعياتها: «صدرت لغير الاردن صكوك الغفران، واستلت عليه وحده سيوف الاتهام، طمس دوره، وانكرت جهوده، تحمل اثار النكبة الاولى، صبر فيها واحتسب، لأنه صاحب قضية، والشريك فيها على الشيوع».
اقوى ما في منعطفات المحاضرة وصفه للاقتصاد قائلا: «يعود اقتصاد الاردن الى غرفة العمليات بعد أن كان في غرفة الانعاش، يتراجع الدعم ومع ذلك يزداد الانفاق، تباع الثروات الطبيعية، ويختفي صندوق الاجيال فيزداد الاقتراض، تنهار الادارة العامة وتتدنى الخدمات، فيستشري الفساد، فساد متغول لا يظهر له فاسدون أو مفسدون، فساد أصابه السعار فانفلت على أيدي منظري اقتصاد السوق)، مع ملاحظة ان حكومة الروابدة هي من وقعت اتفاقية الجات وادخلتنا الى اقتصاد السوق عنوة.
في المحصلة، واخيرا، وربما بأثر رجعي، تحدث احدهم، محسوب على الحرس القديم، معتق وذكي تحدث بلغة تشبه لغة الشارع والمعارضة.
انا شخصيا، سعيد بما قاله الروابدة، ورغم قسوة التشخيص الا انه كان محقا، واتمنى ان يلحقه آخرون مهمون يشاركون ويشخصون ويصنعون حالة ضاغطة، ربما، تجعل الفشل يستحي قليلا.