تنظيم عملية جمع التبرعات من المواطنين

 


منذ بداية شهر رمضان المبارك ازداد عدد اللجان والاشخاص الذين يقومون بجمع التبرعات تحت شعارات انسانية وخيرية بداخل المملكة وخارجها في وقت نشطت فيه عمليات جمع التبرعات من المساجد واماكن تجمعات المواطنين دون ان يتم وضع ضوابط لها خاصة بعد ان تم اكتشاف العديد من الحالات التي يتستر بها بعض ضعاف النفوس تحت مظلة العمل الخيري، وتحت اسماء لجان وهمية ويجمعون آلاف الدنانير لحسابهم الخاص.

هذه العملية يجب ضبطها وتنظيمها من الجهات المسؤولة وان تسرب بعض المشبوهين، لجمع التبرعات في المساجد لا يمنع من الاعتراف بان جهات اخرى تقوم بعملية جمع التبرعات بكل نظافة وخلق وتذهب الاموال الى الجهة التي يتم الجمع لها، سواء لاقامة المساجد او لدعم الجمعيات الخيرية او لجان الزكاة. لا يجوز تحت اي ظرف من الظروف ان يقوم اي شخص او اية جهة بوضع صندوق مفتوح او كرتونه، او حتى سجادة لجمع التبرعات عليها حتى ولو كانت لجهة معتمدة، لان النفس امارة بالسوء الا من رحم ربي.

لدرء الشبهات، ولجعل المواطن اكثر قناعة بان ما تبرع به يذهب الى الجهة المعنية، سواء اقامة المسجد اومساعدة الفقراء، اوجمعيات بعينها، اوحتى الاهل في المناطق المحتلة، فان الامر يتوجب تصميم صناديق معتمدة من وزارة التنمية الاجتماعية أو وزارة الاوقاف على سبيل المثال، وتكون مغلقة، او ان تكون صناديق مغلقة مصممة لجمعيات بعينها مثل جمعيات المحافظة على القرآن الكريم، ودعم مرضى السرطان والمعاقين، والتي نراها في معظم المحلات التجارية.

قد يكون من المفيد ان توضع صناديق ثابتة في المساجد، يوضع على احدها عبارة اموال زكاة، والآخر عبارة اموال صدقات، وان تكون باشراف لجنة المسجد.

وعلى المواطن تقع مسؤولية لا تقل عن مسؤولية الجهات الرسمية، فهو مدعو للتأكد من الجهة التي يدفع لها اي تبرع، وان يحصل على وصولات رسمية، وان يتوقف عن دعم المتسولين الذين احترفوا ذلك، والذين يتفننون في اسلوب جذب الانتباه اليهم، فهذه امرأة تطالب المارة بأجرة سيارة الى احدى المدن الاردنية، وهذه سيدة تضع امامها اوراقا لا يدقق بها احد، وتشمل شهادة ميلاد، اوشهادة وفاة، اوحتى ورقة من احد المخاتير تفيد بان هذه السيدة محتاجة، في وقت تقوم به عصابات بتوزيع الاطفال، وفي هذه الايام شديدة الحرارة على الاشارات الضوئية وهم يرتدون ملابس رثة لجلب الاهتمام، والشفقة عليهم في وقت تعلن فيه الجهات المختصة عن ضبط اعداد كبيرة من المتسولين، والعصابات التي احترفت التسول وان ذلك سيبقى من مسؤولية المواطن الذي تدب فيه عناصر الخير والنخوة خاصة في هذه الايام الفضيلة لمساعدة المتسولين وتقديم العون لمختلف الاشخاص واللجان التي تقوم بجمع التبرعات.