منصات التواصل الاجتماعي: لنا و علينا!

أصبح عدد افراد أسرة الفيسبوك عندي 4999 صديقا وصديقة، تربطني بالعديد منهم علاقات طيبة. وكثيرا ما يلتقي الانسان منا اشخاصا في المناسبات او المولات يعرّفون على انفسهم بمودة قائلين: نحن أصدقاء على الفيسبوك. 
 لقد حققت منصات التواصل الاجتماعي، ثورة في العلاقات الاجتماعية والانسانية واتاحت فرصا خرافية لبني البشر للمعرفة والتعارف والتواصل والعثورعلى بعضهم البعض، بعد عقود طويلة من الانقطاع، كما حصل معي ومعكم.
انها منصات للخير ويمكن ان تكون منصات للشر! كما في كل مخرجات التكنولوجيا والتطور والتقدم على امتداد التاريخ الإنساني. فلولا اختراع العجلة والبخار والسيارة والقطار لما تمكنا من اختزال الزمن والمسافات. ولما وقعت ضحايا حوادث الطرق والسير التي تحصد منا نحو 750 عزيزا كل سنة.
قبل ذهابي الى لوس انجيلوس باميركا في آب 2011 ، لتسجيل ابني حسن في الجامعة، صادف ان وجدني على الفيسبوك، الاستاذ عيسى بطارسة، الشاعر المهجري العذب والناشط الثقافي البارز، صديق الطفولة في المفرق، ولما اضافني وأضفته، عثرت في صفحته على منجم حقيقي من اصدقاء الطفولة.
قائمة اصدقاء عيسى بطارسة، ضمت اصدقاء الطفولة في المفرق: الشاعر المتميز سرحان النمري والروائي البارز سمير اسحق والكابتن الوسيم فراج فراج. اتيح لي ان اقابل عددا من الاردنيين في كاليفورنيا، زرتهم في «جمعية جنوب كاليفورنيا للعرب الأمريكيين» وتعرفت في الزيارة على نماذج اردنية باهرة مثل الشيخ فارس حداد رئيس الجمعية والناشط القومي التقدمي يعقوب خوري وبطل رياضات الدفاع عن النفس سمير جبر ورجل الاعمال عماد ملحم والخلوق الكريم علي العطيات والرجل النشمي عصام الربضي. 
قدمت لنا التكنولوجيا خيرات الطب والزراعة والمعرفة والاتصال والتسلية والمواصلات وغزو الفضاء والمحيطات والبناء وتكثير الطعام وحفظه والتبريد والتدفئة وتحديد المواقع واحوال الطقس وغيرها من الخيرات التي لا تحصى. 
طبيعي ان تبرز مؤشرات وسلبيات تؤثر على الحريات العامة والشخصية وعلى القانون والدستور والذوق العام والسلم الاجتماعي، جرّاء الاستخدام غير القانوني لمنصات التواصل، واستغلالها في التحريض والإساءة الى الثوابت الوطنية واغتيال الشخصيات وتصفية الحسابات واثارة الفتن الطائفية والإقليمية والجهوية والعرقية. 
وفي المقابل يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة خطاب الكراهية والإرهاب. وتعميم الثقافة السياسية والمدنية والإعلامية. وقيم المواطنة والديمقراطية. والتسامح والمحبة والاعتدال والوسطية. واحترام التعددية والمختلف والتنوع والرأي الآخر. وتعظيم قيم الحوار والتعريف بأهمية وضرورة الدولة المدنية