مزاج وطني رائق

بعد أن ساد الحزن و الألم والإحباط جمیع الأردنیین على ضحایا الكوارث الطبیعة المفاجئة وما كشفت عنھ ، وباستثناء آخر المناكفات التي تدور حول قانون ضریبة الدخل الذي لا یخلو من ّ شوائب ستضر بالاستثمار، ولا سیما قطاعا الشركات والصناعة اللذان یعانیان أصلاً، فإن المزاج م جلالة الملك»جائزة الشعبي الأردني یعیش حالة من الفخار والاعتزاز الوطني ، بعد أن تسلّ تمبلتون»العالمیة وقد كنا أحوج ما نحتاج إلیھ كعرب ومسلمین لتغییر الصورة النمطیّة السلبیة . إن فوز ملك أردني عربي ومسلم بجائزة عالمیة بھذا الحجم لم تُمنح اعتباطا المرسومة لنا مسبقاً أو مجاملة، بل كانت مكافأة على الجھود الحثیثة التي قادھا الملك ً ابتداء من بلورة رسالة عمان التي ّ تصب في قنوات تعزیز السلم المجتمعي العالمي وتوطید حوار الادیان والحضارات، ً وانتھاء بنموذج العیش المجتمعي المشترك الرائع في الاردن، ولطالما ّ ذكر الملك من على منابر المحافل الدولیة بخطیئة الاسلاموفوبیا التي جسدتھا الفئة الضالة التكفیریة من شذّاذ الآفاق الذین وصفھم جلالتھ بالخوارج . الجائزة تضع جلالتھ قائداً وشخصیة ذات وزن دولي عالي الشأن، ویضع الاردن في صدارة الدول التي تتباھى بالعیش المشترك بین اتباع الادیان السماویة وتحابّھم وتعاضدھم ھو انجاز وطني لكل الاردنیین ، وربما فاقت جھود الملك في إجلاء حقیقة الاسلام المعتدل والدعوة الى التسامح والحوار جمیع ما یبذلھ وزراء الخارجیة العرب .مجتمعین، والذین في أغلبھم لا یقومون إلا بدور حمل الرسائل المغلقة، والمختومة ، والذین لا یعلمون مضمونھا ھذا المزاج الفرح تعزز بإعلان خطة أولویّات الحكومة أو مشروع النھوض الوطني للعامین القادمین وھي حصیلة دراسات وخطط الحكومة على مدى الأیام الماضیة، وقد ارتكزت الخطة بمحاورھا الثلاثة الرئیسیة .. ( دولة القانون والمؤسسات، ودولة الإنتاج، ودولة التكافل الاجتماعي ) وتختزل ھذه المحاور توفیر فرص عمل، والشروع بتطبیق خدمة الوطن، لعتزیز الانضباط والاندماج الاجتماعي . وتعظیم القیم الاجتماعیة النبیلة لدى فئة الشباب الاردني وتأھیلھ مھنیاً وثقافیاً سیقول البعض إن ھذه الشعارات جمیلة وھي تتكرر كلما اعتلى رئیس جدید كرسي الدوار الرابع، وفي ھذا جزء من الحقیقة فلا نستطیع أن نجامل ّ ونبجل ما یقول بھ الرئیس ّ الرزاز ونعطیھ وثیقة براءة الذمة، وبنفس الوقت لا یجوز ان نقلل ونشكك بقوة التسارع والعادة المتّبعة بمشروعھ الذي یعلنھ، ما دام انھ وضع نفسھ وحكومتھ في خانة الرصد والمراقبة وقید محاوره الرئیسیة ببرنامجٍ ّ زمني و مؤشرات أداء قابلة للقیاس ّ تمكن ممثلي الشعب ومنظمات المجتمع المدني من الرقابة والمحاسبة وھذا أساس حوكمة الدولة، وغایتھا التي یجب ان تھدف الى تحسین حیاة الأردنیین مؤكداً أن الأولویات تركز على المشاریع والبرامج التي ستنعكس بشكل مباشر وأساسي على حیاة المواطن من حیث تلبیة الحاجات وتقدیم الخدمات، لا ننكر ّ أن موجة التفاؤلات التي تتصدّر ّ الصحف الیومیة تبعث فینا الأمل والبھجة من ّ جراء الإفصاحات الحكومیة المتتالیة عن تحویل العدید من القضایا وآخرھا إرسالیّات الفستق الحلبي والقھوة الكولمبیة التي فضح طابقھا دیوان المحاسبة وتم إحالتھا إلى ھیئة مكافحة الفساد، او الایعاز باسترداد ما تم الافتئات علیھ من المال العام الى الخزینة، ّ كل ذلك أمر یبعث على الطمأنینة والرضى وبزوغ الأمل أن شعار مكافحة الفساد ُ الم ّفرز ربما ّ تدب الحیاة فیھ، وان جسور الثقة المنھارة بین المواطن والحكومات .ربما سیعاد بناؤھا من جدید من المقبول أن ّ نوجھ النّقد المبني على الحقیقة ضد الحكومات والمؤسسات ومن الجید أن نشیر إلى الإنجازات وإلى المؤشرات الإیجابیة ّوجت بفوز جلالة الملك بأرفع جائزة للوئام بین الأدیان والطوائف والقرارات الحكیمة التي نأمل ان تتحقق وحالات الإنجاز الوطني التي تُ .والشعوب على اختلاف ثقافتھا ومعتقداتھا وھو ما یبعث الامل على التفاؤل واعتدال المزاج الوطني