الموازنه والعودة لجيب المواطن
لاقيمة للاعلام إن لم يجد فيه المواطن صورته وصوته، وإن لم يكن مرآة الوطن ومنارته التي تهدي للطريق ، وما نفعه إذا لم يحرِّكْ ساكناًويجذب الاخر إليه ليجد فيه نفسه، والمسؤول إلى رحابه، لينظر فيه ويتمعن في قضايا الوطن والناس، ويعمل على معالجة ما يلزمه معالجته ليكون منها الخلاص والامل وأن يستطيع التعبير عن آراء ورؤى الناس في إيصال همومهم ومشكلاتهم وقضاياهم وما يعانون منه إلى المسؤولين بمختلف درجاتهم مواقعهم وقد تكون على مرمى من أعينهم.. وبين ظهرانيهم، وتنتشر وتتوسع طابور التجاوزات والمخالفات التي لا يتوانى مرتكبوها عن إعلانها، رغم الإشهار برفع سقف المحاسبة وإنهاء الترهّل والفساد في المفاصل الإدارية
كلنا يعرف اننا دوله محدودة الامكانات الاقتصادية ماؤتا شحيح وغذاؤنا شحيح ورحمه الله يدليها ويرفعها ...لازراعه ولاصناعه ولاتجارة .....وابوابنا مشرعه لكل خائف ومستغيث ومستجير كما هي بيوتنا... دوله مواطنوها يعيشون حاله الضنك الشديد الذي يفرض على الحكومات ترتيب اولويات الانفاق بدقه متناهية
الا ان مانراه ونسمعه ونقراه لم يكن واضحا في ممارسات الكثير من وزاراتنا ودوائرنا ومؤسساتنا ونحن نلحظ ان اكثرها قد صرفت جل اهتمامها على السيارات والديكورات وتاثيث المكاتب وبارقام فلكية مثلما انفقت على مداخل وزاراتنا ودوائرنا وتجديد المكاتب الكثير الكثير بحيث شكل كل هذا عبئا على الموازنه التي ستغرض بعد ايام على ممثلي الشعب وستمر دون ازعاج او تكدير لخاطر حكومتنا .
لكننا كاعلاميين مطالبين ان ننبه حكوماتنا بعد ان نهنئها بمرور الموازنه سلفا لاننا تعودنا على نوابنا ان يمرروا مايدخل اليهم بدون جواز .... الى ان هناك ابواب او بنود لانفاق المال العام تستدعي منهم المراجعه والتشدد بها لان الحال لايتلائم مع امكانيات الدوله ولا لوضعنا كدوله تعاني العجز.....حيث ان هذا يتناقض مع اطروحاتنا حول الاصلاح والتحديث والشفافية ومحاربه الفساد ويفقدنا مصداقيتنا امام المؤسسات الدوليه كما انه عيب في حقنا بعد كل هذه العقود ان ناتي لنتحدث عن بناء دوله القانون ومؤسسات ......والافكيف كنا نعمل وماالذي كان يحمينا ان لم يكن القانون ...
نتحدث عن التنمية وقصص النجاحات الاقتصادية وغيرها فلما هذا التزايد المضطرد في عدد الجياع والعطاشى والعاطلين عن العمل واذابه الطبقة الوسطى وهي العمود الفقري للدول وميزان توازنها ......نتحدث عن المشاريع والقروض والمنح والانجازات العظيمه وطوابير البطاله تتعاظم.... نتحدث عن تنوع الضرائب والضرائب تعني الارتقاء بالخدمات والضمانات التي تقدم للمواطن الذي يدفعها عن طيب خاطرعندما يشعر بالعداله والمساواة.. لاكما نشعر بالغبن لان بعض الحيتان تنجو من دفعها ويتمكنون من التهرب من الضرائب لتقع على كاهل الموظف ذات الدخل المحدود لتكون المعادله معكوسة عندنا وتصبح (كلما ارتفعت الضرائب قلت الخدمات )
نتحدث عن الشوارع والطرقات والجسور والبنى التحتيه بمجملها والكوارث حلت علينا
فلا نجد الكوارث حلت علينا فسياسات الحكومات التي ترهق المواطنين وتمزق جيوبهم هي نفس السياسات التي تحاول ان تتملص من الدعم وتخلي السوق لمشاريع الخصخصة وتبيع جهود اباء واجداد وتضحيات كبيرة وحبات عرق غاليه بنت كل هذا لنا ونحن الات يضسع امام اعيننا .
نتحدث عن هدر المال العام وقد اختصرت مؤسسات ليس الا عبئا على الموازنه والدوله فصلت تفصيلا كهيئه تنشيط السياحة وغيرها من المؤسسات اختزلت بقرارات خجله لتسكت الاخرين
و نتحدث عن اسعار النفط وقد وصلت اسعارها لادنى المستويات حتى ان امريكا خفضت ضرائبها بناء على ذلك وشكرت ...ونحن مازلنا نفتش عن حسبه تخفض اكثر من قرش...
فسياسات الحكومات التي ترهق المواطنين وتمزق جيوبهم هي نفس السياسات التي تحاول ان تتملص من الدعم وتخلي السوق لمشاريع الخصخصة وتبيع جهود اباء واجداد وتضحيات كبيرة وحبات عرق غاليه بنت كل هذا لنا ونحن الاتوتخرج بقوانين ومشاريع قوانين وانظمه وتعليمات تخدم مشرعيها لاالمواطن
واليوم نقف امام ضيف سياتي الينا اسمه الموازنه وسيناقشها عباقرة الاقتصاد الذين كانوا سبب همنا .... وستمر كالعادة دون حواجز او معيقات بعد ان يسمعنا ممثلي الشعب خطبهم الرنانه او الفلبيه الناريه والتي هي على مثل.... شوفيني وشوفي مقفاي.... وكله مدفوع ثمنه بوظيفه حارس او عامل او تاسيس طريق ينهار بعد مدة ....واتحدى ان يكون هناك مهرجان للخطابات ان لم يكن التلفزيون ناقل للحدث حاضرا لنقل الخطب امدافع التبن لكسب شعبيه رخيصه على حساب الام الشعب وجوعه وعطشه وانينه .
وبودي ان يسال العباقرة انفسهم وهم يستعدون لماراثون خطابي ....لماذا قفزت المديونية بهذا العدد ...كما يقول الاقتصاديون تساوي 90% من الناتج المحلي الاجمالي المقدر وطبعا علماء وخبراء الاقتصاد يعلمون خطوره هذا في علم الاقتصاد؟؟
....ولماذا تصبح مديونيه الجامعات وشركه الكهرباءوسلطه المياه والهيئات والطيران وووولتضاف لبند من بنود الموازنه عجز..... واي عجز من قيمه الدين العام وهذه الارقام مذهله ومخيفه سيما وان الحكومة دعمت بالكثير لسد النقص والحسائر التي سييها الادارات وسياساتها
بينما الحكومة تخرج علينا اليوم لتبشر الغلابى الذين يجهلون بالاقتصادومخارجه ومساربه وارقامه لتطمئننا وقد ارتفع بالرغم من كل القروض والمنح وشد الاحزمه والاجراءات مليارات تقريبا وقابله.. بطء بالوضع الاقتصادي وحجز السيوله بالبنوك كودائع جامده لاحراك لها.... لان الثقه معدومه بالاقتصاد و بالنتائج وهذا كله من شانه ان ينبه المواطن الصبور ان هناك ليالي قاسيه ستمر عليه واجراءت تهد الظهرومنها الضرائب التي فاقت حد الخيال ولاتجد اسما لخانه جديدة الا ضريبه على ضريبه كشركه الكهرباء وفروق وغيرها من التسميات ويظل الاردني يحول تفكيره بالتدريج من العقل للبطن وجرة الغاز وتنكه الكاز وفاتورة الكهربا والمياه والاتف ومدارس الاولاد والجامعات وجواز سفر وعويه ومخالات سير ونفط الخ
ناهيك عن بقاء البنى التحتيه على حالها.اللهم الا مارقع من شارع او رمم من طريق .. فالشعب لم يرى مشاريع ولا لمس تحسن بالاداء ولاالخدمات...... واعتقد ان الحكومة ستمضي بالاعتماد على اسهل وانجع الطرق جيب المواطن لانه لابديل والله نسال ان يلهمها التقوى والحل الذي يريح المواطن بس هالسنه والله يعين اولادنا عالجايات ........