اليوم العالمي للطفل.. يوم الرحمة


قول مأثور: «حدثني عن أطفال أي أمة أخبرك بماضيها، وأصف لك حاضرها، وأنبئك بمستقبلها».


ويقول أحمد شوقي:

أحبب الطفل وإن لم يكن لك إنما الطفل على الأرض ملك
 
 
 

يحتفل العالم في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام بـ «يوم الطفل العالمي»، أطلقته هيئة الأمم المتحدة كحدث دولي ورسمي منذ عام 1954، وهو تذكير عالمي بتلك البراعم التي تتربع في قلوبنا بكل عفوية، وتجديد للمواثيق بأن لهم حقوقا وواجبات.

فكل المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية تسهم، كمنظومة عالمية متكاملة، إيماناً بأن الطفل يستحق من الحرية والكرامة ما يمكنّه صناعة حاضره ومستقبله.

لو قمنا باستعراض تاريخي سريع لحقوق الطفل التي نصت عليها منظمة الأمم المتحدة (اليونيسيف) عام 1946 والذي يشمل على:

1- يحق للطفل التمتع بحماية خاصة.

2- تتاح للطفل الفرص والوسائل.

3- أن يمنح اسما وجنسية منذ ولادته.

4- تتاح له مزايا الأمن الاجتماعي ويمنح له من قبل والديه الرعاية الطبية والتغذية والرياضة.

5- تتوفر له المعالجة والتعليم وإن كان من ذوي الاحتياجات.

6- ينشأ في جو من العطف والأمان.

7- الحصول على التعليم الاجباري المجاني.

8- أول من يُهتم به في حالة الكوارث.

9- حماية الطفل من الإهمال والقسوة.

10- أن ينشأ في جو من التسامح والسلام ضد العنصرية والتمييز.

انطلاقاً من هذه الوثيقة الدولية، كان هناك اهتمام علني ومنظم من قبل دول الخليج، إذ تم الاهتمام «ببرنامج الخليج العربي للطفولة والأمومة» كامتداد لأهداف منظمة اليونيسيف عام 1982 بدعوة من الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود والذي ساعد على النهوض بمستوى الطفل العربي والخليجي، ومن أهم الخدمات التي قدمها البرنامج:

- إعداد وتدريب العاملين في مجال رعاية المعوقين.

- مشروع آن الأوان لمحو الامية.

- مشروع صحة الطفل الخليجي.

ومن الرسائل التي أتذكرها في طفولتي وقد رددنا معها الأنشودة الغنائية الخاصة بها، وثيقة التعاون مع الجمعية الكويتية بإخراج رسالة تلفزيونية موجه نحو أهداف الصحة وسلامة الطفل العربي تحمل عنوان: «أطفالنا أكبادنا».

أما على النطاق المحلي للمملكة العربية السعودية، فهناك منظمات محلية تسعى لرعاية الأطفال وجمعيات خيرية تساعد الأهالي من خلال مد يد العون لهم، ومن ثم رفع سقف الوعي لتربية وتنشئة أطفال يتمتعون بطفولة سعيدة ومبهجة وتبصير المجتمع بكل ما يحتاج إليه الطفل، كونه كائن وديع لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وبالمقابل كائن له حقوق ووجبات يقرّها الدين والعقل والعلم.

ولكن مع الأسف هناك قلقا عالميا متزايدا لما تتعرض له الطفولة في ارجاء العالم من انتهاكات جسدية ونفسية واجتماعية، وأيضاً تفعيلهُ بشكل مخزٍ في النزاعات المسلحة، ناهيك عن التحرشات الجنسية سواءً المباشرة أم الالكترونية المنظمة، إذ الهدف منها استغلالهم والاتجار بهم، كما أن لبعض المنظمات أهدافا دينية وسياسية وطائفية وحربية واقتصادية، ما يتطلب وقفة دولية وإقليمية ومحلية في إطار دعم قضية الطفل، وأخذ موقف عالمي وصريح ضد ما ينتهك من خصوصية، وأن يترك بعيداً عما يدار داخل الساحة من ظلم وجور، والإيمان بأن هذه الطفولة تحتاج منا كل احتواء وتقدير وعطاء، إنها أمانة رفيعة المستوى تلتزم منا بذل جهد جهيد لينعم الطفل بطفولة هادئة ومن ثم مثمرة.

«كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول».