ألف بروتس ورزاز واحد



البؤس يخيم في ذات الامكنة ومنه تتوالى اجيال ليس فيها سوى القهر نفسه وهي تكسبه بالوراثة وتورثه ومعه امعاء متخمة بالجوع، والعوز لا ينقطع والجري بحثا عن اي شيء ليس سوى انتقال من عدم الى سراب ولم يعد مهما ان يتسيد الحزن او إن غاب الفرح الى الابد، والنفق نفسه عنق الزجاجة فلا خروج من ذاك ولا ضوء سيأتي هذه وقيد الحياة نفسه الموت الذي تنتظره مخالب ليكون فريسة سهلة وهو كذلك طوال الوقت، وهذا العمر لا يريد ان ينتهي إلا ومعه مزيد من الحصاد المر وضمم من الاشواك وسياجات الاسلاك الشائكة ايضا ليكون حرا اكثر امام خيارات التعب والعذاب.
المشهد لا ينتهي والملابس معلقة على نفس حبل الغسيل وهي تصمد لسنوات ولا يملها احد وتحظى بكل العناية ولا ينطبق عليها اكل الدهر وشربه ايضا، والشرفة ذات النافذة بزجاجها المكسور منذ شيدت او مرة والذي تبدل نوع العلب الفارغة التي تخصص لنباتات تزينها. والشارع الضيق ما عاد زقاقا وتلاصق البيوت ما زال ينقل ما يجري داخلها ولا يكترث احد لذلك، واحدهم يرى الامر باعتباره قمة الاشتراكية العلمية وان الشيوعية هي الحل وان لينين سيبعث من جديد رغم سفالة نتنياهو والانتقال بالامبريالية الى مرحلة ترامب التي هي المتوحشة والطرق الى ما بعد ذلك سالكة بسهولة.
والحلم ينكسر وبصيص الامل بحال ابرة بلا ثقب والعمل جار على ادخال الخيط لرتق عيوب لن تكفيها مسلات الصين وقد اتسعت فعلا على الراتق، والصعود مستمر الى الهاوية والباص السريع سيسهم في ذلك اكثر كونه لن ينقل سوى ذات الهياكل نحو ذات المصير وهذه المرة بانتظام وتردد سريع فعلا.
والمراهنة اليوم على رئيس عول عليه تحقق خسائر جديدة وخيبات لا تريد ان تنتهي، ولن يكون عمر الرزاز آخر قياصرة الدوار الرابع الذين يختارون بأنفسهم ألف بروتس ليكونوا حولهم.