الثوار يسيطرون جزئيا على الزاوية.. ومحادثات سـرية مع نظام القذافي في تونس

 


 




دعا الزعيم الليبي معمر القذافي مجددا الشعب الليبي إلى تسليح نفسه لتحرير البلاد من «الخونة وحلف الأطلسي» كما اسماهم بينما تحدثت تقارير عن محادثات سرية بين الثوار الليبيين وممثلي القذافي في جربة التونسية. وفي كلمة صوتية بثها التلفزيون الرسمي الليبي في ساعة مبكرة امس قال القذافي ان «نهاية الاستعمار قريبة، ونهاية الجرذان قريبة يفرون من دار إلى دار أمام الجماهير التي تطاردهم». ورأى أنه «ليس أمام الاستعمار وأعوانه إلا اللجوء للكذب وللحرب النفسية بعد أن فشلت كل أنواع الحروب بكل الأسلحة». وحث القذافي مؤيديه إلى الاستعداد للقتال «لتطهير» المدن التي يسيطر عليها الثوار.

وعرض التلفزيون الليبي مشاهد من الساحة الخضراء في العاصمة طرابلس حيث تجمع المئات من أنصاره مرددين الهتافات المؤيدة له وحاملين صوره. يذكر أن هذه أول مرة يتحدث فيها القذافي علانية في أعقاب الشائعات عن إصابته أو أحد أبنائه في احد الغارات العنيفة التي شنتها مقاتلات حلف الأطلسي على عدة مدن ليبية الأسبوع الماضي.

في الاثناء تحدثت تقاريرعن اجراء جرت محادثات سرية بين الثوار الليبيين وممثلين عن نظام القذافي في جربة التونسية. وقال مصدر قريب من الاجهزة الامنية التونسية ان «المحادثات جرت الليلة قبل الماضية في فندق في جربة تحت حراسة مشددة». وتابع المصدر «عبرت مواكب سيارة بمرافقة امنية الاحد معبر راس جدير الحدودي قرب جربة»، مشيرا الى وجود وزراء ومسؤولين امنيين تابعين للقذافي بين المفاوضين ولكن تعذر عليه تحديد هوياتهم.

من جهة اخرى شوهدت طائرة بثلاث محركات جنوب افريقية جاثمة في مطار جربة قرب مروحيتين قطريتين، وافادت وكالة الانباء التونسية الرسمية ان وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية الليبيين احمد حجازي وابراهيم شريف مكثا الاحد في جربة حيث انضما الى وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي. واكدت الوكالة ان المفاوضات جارية «مع عدد من الاطراف الاجنبية» من دون المزيد من التفاصيل.

ميدانيا اكد الثوار الليبيون انهم يسيطرون على «القسم الاكبر» من مدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كلم فقط عن طرابلس. وقال القائد الميداني للثوار عبد الحميد اسماعيل انه «في الاجمال فان القسم الاكبر من المدينة تحت سيطرة المقاتلين الثوار». واضاف اسماعيل ان المعارك للسيطرة على المدينة استمرت طوال ليل الاحد الاثنين وقتل خلالها خمسة من الثوار الذين تمكنوا من دفع قوات القذافي الى الاطراف الشرقية من المدنية. وفي وقت سابق اعلن الثوار سيطرتهم على مدينتي غريان وصرمان الواقعتين على التوالي على بعد 50 كلم جنوب طرابلس و60 كلم غربها، متقدمين بذلك الى العاصمة حيث يتحصن العقيد معمر القذافي. الا ان موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية قال ان قوات النظام الليبي قادرة على استعادة المدن والمناطق التي سيطر عليها الثوار خلال الايام الماضية.

الى ذلك وصل وزير الداخلية الليبي ناصر مبروك عبد الله الى القاهرة امس بصحبة تسعة من افراد عائلته على متن طائرة خاصة اتية من جربة التونسية، بحسب مصادر ملاحية في مطار القاهرة. وقالت المصادر ان الوزير الليبي الذي يحمل جواز سفر ديبلوماسيا دخل مصر مع تسعة من افراد اسرته من دون ان توضح ان كان في زيارة ام انه انشق عن نظام القذافي. بينما وصل عبدالمنعم الهوني عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض الى العاصمة الايرانية طهران. وذكرت وكالة مهر للانباء الايرانية ان الهوني سوف يعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الايرانيين. وهذه اول زيارة يقوم بها عضو من المعارضة الليبية لطهران منذ اندلاع الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في ليبيا في الخامس عشر من شباط الماضي.