برشلونة يعود بتعادل ثمين من معقل مدريد
عاد برشلونة بتعادل ثمين 2-2 من ملعب "سانتياغو برنابيو" معقل ريال مدريد أول من أمس الأحد، في المباراة التي جمعت الفريقين في ذهاب كأس السوبر الإسبانية لكرة القدم. انتهى الشوط الأول بتقدم الفريق الكتالوني 2-1 رغم أن ريال مدريد كان هو البادئ بالتسجيل عبر مهاجمه الألماني مسعود أوزيل (ق14) من عرضية للفرنسي كريم بنزيمة، إلا أن الضيوف ردوا بهدفي ديفيد فيا (د36) والأرجنتيني ليونيل ميسي (د45)، إلا أن الملكي تعادل في الشوط الثاني عن طريق تشافي ألونسو (د54). وبذلك يتأجل حسم بطل السوبر إلى مباراة الإياب بملعب "كامب نو" غدا الأربعاء.
بعد مرور عشر دقائق من السيطرة الميدانية لريال مدريد، جاءت أخطر فرص الفريق من عرضية من الجانب الأيسر للبرتغالي كريستيانو رونالدو أكملها بنزيمة برأسه في اتجاه المرمى، أنقذها الحارس فيكتور فالديس من على الخط وحولها إلى ركنية. ظلت الخطورة قائمة في الركنية بعد أن سدد المتقدم سرخيو راموس كرة اصطدمت بأحد المدافعين وهي في طريقها إلى الشباك، قبل أن تخرج. جاء هدف اللقاء الأول عن طريق أوزيل بعد أن تلقى عرضية أرضية من الجانب الأيمن للمهاجم الفرنسي الذي راوغ مواطنه إريك أبيدال، قبل أن يضع الألماني أوزيل في مواجهة المرمى.
هدأت الأمور بعض الشيء من الفريقين بعد الهدف، وارتكب الألماني سامي خضيرة خطأين عنيفين متتاليين بحق أبيدال والصاعد تياجو ألكانتارا، ليحصل في الثانية على بطاقة صفراء أولى (د32). تعادل برشلونة من أول فرصة حقيقة تلوح له، بفضل مهارة فنية رائعة من فيا الذي تسلم كرة في الجانب الأيسر وتقدم بها قبل أن يطلق تسديدة لولبية في الزاوية اليسرى العليا لم يتمكن كاسياس من فعل شيء لها. وفي آخر دقائق الشوط الأول كاد الريال يتقدم مجددا مرتين الأولى من انفراد لبنزيمة الذي أبعد الدفاع الكرة من أمامه، والثانية من هجمة ثلاثية بين الأرجنتيني أنخل دي ماريا والمهاجم الفرنسي انتهت عند كريستيانو الذي سدد فوق العارضة.
وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع تمكن ميسي الغائب تقريبا طيلة الشوط الأول من اصطياد كرة حائرة أمام منطقة الجزاء، انفرد على إثرها بمرمى كاسياس ليحرز الهدف الثاني. بعد ثمان دقائق من بداية الشوط الثاني، أجرى البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد تغييره الأول حيث دفع بمواطنه الجديد فابيو كوينتراو بدلا من دي ماريا، وبعدها بدقيقة جاء هدف التعادل عبر تشافي ألونسو، بعد ركنية تلقاها قلب الدفاع البرتغالي بيبي، الذي هيأ الكرة للاعب الوسط الدولي الذي أطلق بدوره تسديدة زاحفة على يسار فالديس. بعد دقيقة كاد بيبي، كعادته، يشعل الأجواء بعد أن تدخل بعنف مع الظهير البرازيلي داني ألفيش، لولا أن الحكم احتوى الموقف. لجأ غوارديولا إلى نجمه الكبير تشافي بدلا من خليفته الصاعد تياغو ألكانتارا، قبل أن يدفع مورينيو بخوسيه كالييخون بدلا من خضيرة، ثم عاد مدرب برشلونة وأشرك جيرارد بيكيه بدلا من الظهير البرازيلي أدريانو كوريا.
كاد الريال يتقدم مرتين عبر كريستيانو الذي سدد بالتخصص ركلة حرة أخطأت الشباك، قبل أن يلاقي "على الطائر" كرة عرضية بيمناه أبعدها فالديس، الذي عاد وأمسك رأسية لبنزيمة. بدت السيطرة تميل شيئا فشيئا لريال مدريد مع توالي الأخطاء الدفاعية لبرشلونة، لكن التعديل من الخارج جاء هجوميا حيث دفع ببدرو رودريغيز بديلا لفيا. نال تشافي ألونسو إنذارا للخشونة مع ميسي، الذي نفذ الضربة الحرة خارج مرمى كاسياس.
وفي الدقائق العشر الأخيرة، دفع مورينيو بالأرجنتيني جونزالو إيجواين بدلا من بنزيمة المجتهد. قبل ست دقائق على النهاية، طالبت جماهير الريال بركلة جزاء بعد أن بدا أن فالديس قد عرقل كريستيانو بيده وهو في طريقه إلى الكرة، وحصل البرازيلي ألفيش على بطاقة صفراء، قبل أن يطلق الحكم صافرته معلنا تعادل الفريقين.
غوارديولا يشيد بلاعبيه
أكد بيب غوارديولا المدير الفني لنادي برشلونة، إنها أكثر مرة يرحل فيها راضيا عن ملعب "سانتياغو برنابيو"، وأعرب عن امتنانه "للمجهود الخارق" للاعبيه لتعويض التفوق البدني للاعبي الملكي. وأكد المدرب الكتالوني "لم نبذل مجهودا كبيرا، وحافظنا على أسلوبنا كفريق. ريال مدريد فريق صعب دوما، لذلك كان علينا أن نبذل مجهودا خارقا. كنا نريد القيام بما هو أكثر لكن الأقدام لم تتحمل المزيد". وقال غوارديولا "ديفيد أحرز هدفا رائعا. وسأظل ممتنا لأبيدال وماسكيرانو وألفيش للأداء الذي قدموه بعد تدريبين فقط. وكذلك كيتا. لقد صمدوا طيلة اللقاء. بدون ذلك الجهد تتعرض للهزيمة هنا. إنه من أكثر المرات التي سأرحل فيها راضيا من هنا".
وشدد غوارديولا على أن فريقه عانى من "تأخر في الإعداد"، لذا وصف الجهد بأنه "ملحمي"، ولم يبخل في الإشادة بمنافسه. وقال "ريال مدريد أصابني بإحساس رائع. كنا نتوقع أنهم سيلعبون كذلك. لقد فعلوا في إياب نصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، وكذلك في مبارياتهم الإعدادية للموسم. لا يسعني سوى أن أهنئ لاعبي فريقي لأنهم بذلوا جهدا خارقا، لتحمل إيقاع لعب مرتفع كالذي فرضه ريال مدريد".
أعتقد أن النتيجة جيدة، في مباراة الإياب سنظل متأخرين عنهم بدنيا، لكن أتمنى أن نتمكن من الحصول في برشلونة على الدعم نفسه الذي لقيناه هنا".