د. احمد أبو غنيمة يكتب : لقد سئمنا هذه السيناريوهات !!!!
د. احمد أبو غنيمة يكتب : لقد سئمنا هذه السيناريوهات !!!!
" لحظة تاريخية " ... " منعطف تاريخي " ... " مرحلة تاريخية " ... " حدث تاريخي" ..... كلها تاريخ بتاريخ !!!!
عندما كانت تذهب حكومة وتأتي حكومة، كنا نسمع نفس المصطلحات التاريخية !!! وعندما تم حل مجلس نواب مزور سمعنا نفس الديباجة !!! وعندما جاء بعده مجلس نواب الدوائر الوهمية والـ 111 سمعنا نفس السولافة !!!! وعندما ذهب الرفاعي وأتى البخيت سمعنا نفس السيناريو !!! .... وبعد كل مرحلة تاريخية وحدث تاريخي ومنعطف تاريخي ولحظة تاريخية تكون الطامة الكبرى أن ما بشرونا به من تاريخ مفصلي لم يكن يحمل في طياته أي ملامح تاريخية تُشعرنا بتغييرات حقيقية على الطريق الصحيح ....
أقول هذا وانا وإياكم نتابع الصحف والمواقع الإلكترونية والكُتّاب إياهم ، تُبشرنا بالتعديلات الدستورية التي من المفترض ان تُعيد صياغة العقد الإجتماعي بيننا وبين حاكمينا !!! هل سمعتم عقدأ مهما كان نوعه يُعقد من طرف واحد ولا يُستشار الطرف الآخر في فحواه ومحتواه !!!!
ولكن ومع كل هذا ، لنكن إيجابيين ونقول أن التعديلات الدستورية على الرغم مما اعتراها من قصور في المشاركة في الإعداد من قبل الشعب وعلى الرغم من بعض النقاط المهمة التي احتواها والتي تعيد الإعتبار للحياة السياسية، إلا أنها مقدمة مهمة على طريق الإعتراف بالشعب الأردني بداية، بعد ان كان وجوده مجرد رقم لدى أصحاب القرار يزيد الإهتمام به كلما التزم بدفع ضرائبه التي لا تنتهي للدولة التي بتنا نصرف عليها ويتحمل مواليدنا عجز حكوماتنا المالي الذي لا ذنب لنا ولا لأبائنا فيه !!!!
وثانياً، لا بد من القول لكل الذين اعتادوا على إسماعنا ديباجاتهم المكرورة عن اللحظات التاريخية وكل ما يتعلق فيها مما يحمل نفس المعنى ، أننا سئمنا منكم ومن سيناريوهاتكم التي تكررونها مرة تلو المرة ولا تيأسون !!!
اللحظة التاريخية والحدث التاريخي والمعطف التاريخي والمرحلة التاريخية، مصطلحات سمعناها منكم كثيراً ولم تكونوا صادقين معنا من قبل !! فلم نصدقكم الأن !!! لأن الشعب أو جزء كبير منه مَعنيٌ بالملاحظات التي أبدتها القوى الوطنية والإسلامية وهيئات الحراك الشعبي المعنية بالهم الوطني بدرجة كبيرة، وليس برضا مسؤول هنا او هناك !!!!
لنأخذ التعديلات الدستورية كما خرجت ولنناقشها بعيداً عن أية مصطلحات تُبشرنا بتاريخ ليس له ماض مُشرق يُعززه، وليضع كل المعنيين تصوراتهم ورؤاهم دون تقييد من هذا الطرف أو ذاك، ولتكن وِجهة الجميع مصلحة الوطن واستقراره بعيداً عن أية ضغوطات أمنية او سياسية، وليسكت قليلاً أولئك الذين اعتادوا أن يبشروننا بالعسل والسمن البعيد المنال، فهم ليسوا احرص منا على وطننا وعلى استقراره ولا أريد ان أقول بحقهم أكثر من ذلك والباقي عندكم.