اسامة الراميني يكتب .. عندما تموت امانة عمان في المجاري

اخبار البلد - اسامة الراميني 

امانة عمان ستصدر تقريراً فنياً مفصلاً بعد حادثة الحفرة الامتصاصية في خريبة السوق التي ابتلعت بطريقة بشعة طفلة بعمر الورد وشيخ حاول انقاذها فابتلعته الحفرة المفتوحة او المغطاة بورق قصدير فكانت نهاية مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة من حرقة وفراق وألم ... ولا نعلم ماذا سيقول او يكتب التقرير الذي بالطبع سيبعد المسؤولية عن الامانة وكوادرها ومناطقها ولجان التفتيش بها .. وربما سيحمل المسؤولية الى اهل الطفلة و الشيخ الذي لحق بها ..

الموت داهم الاردنيين خلال الاسبوعين الماضيين وجرف بسيوله في البحر الميت ورود كثيرة واطفال وضحايا وكانت النهاية بالحفرة الامتصاصية التي اختلفت الحكومة واجهزتها ومؤسساتها بأنها ليست منهل او ما شابه فالكل يرمي على الكل والحقيقة كرة نار يتقاذفها كل من يخشى ان تحترق يداه وتضيع الحقيقة او تؤجل على وقع تشكيل اللجان التي اصبحت على طريقة القذافي في كل مكان ..

من يتحمل المسؤولية في الحفرة الامتصاصية التي ابتلعت الحقيقة وخطفت روحين كانا ينعمان بالسلام والامن وفجأة زهقت الروح وصعدت قبل ان يأتي الدفاع المدني لانتشالهما كجثتين صعدتا للتو الى السماء ..

المكان بعيد عن السيو ل والاودية وعن سد ماعين وسيول البتراء فالجريمة وقعت في العاصمة عمان التي هي من مسؤولية امانتها وبالقرب من مجمع تجاري وليس داخل كهف في وادي سحيق ومع ذلك امانة عمان تؤكد بانها غير مسؤولة عما جرى وتدافع عن نفسها بتقرير فني يطبخ من اجل تجميل السيناريو وتقديمه للناس على انه المنطق والحقيقة ولكن هل سنقتنع بما تقوله امانة عمان بأنها بريئة من دم "لميس" و"اسيد" براءة الذئب من دم يوسف ..؟؟ وهل امانة عمان تسمح للمجمعات التجارية او المحلات الاخرى بأن تفتح حفر امتصاصية وتغطيها بكرتون او بزينكو دون اشارات تحذيرية وتوضيحية ..؟؟ وهل امانة عمان التي يعمل بها اكثر من 20 الف موظف ليس لديها كوادر واجهزة تفتيش واسطول نقل للكشف عن المناطق الخطرة التي تقع ضمن حدودها وحرمها وخارطتها ام انها معنية بالجباية ولم بدل مسقفات ونفايات ومياه الصرف الصحي التي اثقلت فاتورة المواطنين تحت بند خدمات ..؟!

المسؤولية وتحملها بات مطلب وضرورة وحاجة فالبطولة ان نعترف بالتقصير والإهمال واللامبالاة بدلاً من لوم الآخرين واختلاق الاعذار و البحث عن علاقات لنحمل بها المسؤوليات للاخرين لكن للاسف نحن لا نقيم وزناً للمواطن وقيمته وروحه ولا نكترث لفواجعه ولذلك تمر المصائب مروراً دون محاسبة او متابعة لأن الوظائف العليا تمنح كجوائز ترضية والمنصب بات امتيازاً ومكسباً ولا يعرض صاحبه لأي مسؤولية مطلقاً لأن السيناريو بات جاهزاً ان المنهل من صلاحية واختصاص امانة عمان بينما الحفر الامتصاصية مسؤولية جزر المالديف ليس هذا فحسب بل ان الامانة لم تعد تعترف بخريبة السوق ولا المجمعات التجارية ولا حتى بالحفر الامتصاصية لانها مسؤولة فقط عن جمع النقوط والجباية ولهف العطاءات وغيرها

ما يضحك او يبكي هو ان الامانة بثت خبراً قبل ساعات من فاجعة خريبة السوق بأنها قد حركت جحافلها واسطولها والفرق اللوجستية والخدمية لابعاد المواطنين عن مجاري الاودية والسيول خوفاً على حياتهم لكنها وللأسف تركت المجاري تخطف اعمارنا وتحول حياتنا الى ...... بنكهة المياة الصحية ومجاري خريبة السوق