تكریم الملك .. تكریم لرمز استثنائي

 لم یأت ھذا التكریم العالمي لجلالة الملك عبدالله الثاني بحصولھ على جائزة عالیة الشأن ، تعد اعلى الجوائز اھمیة وقیمة في المجال الانساني والدیني « جائزة مؤسسة جون تمبلتون للعام 2018» باعتباره احد اھم القادة السیاسیین على مستوى العالم في وقتنا الحاضر ، وزعیماً استثنائیاً یقدم رؤیة مختلفة في عالمنا ھذا، جائزة تمنح لاشخاص لھم مساھمات استثنائیة في خدمة واثراء الجانب الروحي لدى الناس ونشر القیم الایجابیة في العالم وسط حضور عالمي ،لم یأت ولید اللحظة بل نتیجة عمل وجھد كبیر تم بقناعة وایمان عمیق بقضیة تعزیز السلام والوئام بین الادیان السماویة ، والسعي لتحقیق . الازدھار للانسانیة، الامر الذي استحق علیھ التكریم والاحتفاء الجھود والافعال والمبادرات التي قام بھا الملك ونشر العلم والمعرفة قدمھا للعالم الذي لمس اثارھا وصدقھا ، ووصفت بانھا خدمة جلیلة للانسانیة ولوجھ الله وھي التي تجد دائما في مختلف المحافل الدولیة الاشادة والثناء ،وتجد من یستمع لھا ویدفع باتجاھھا ، ویتحدث عنھا ، ویعرف ان ھناك صورة مختلفة یقدمھا ملك من سلالة اخر الانبیاء والمرسلین محمد صلى الله علیھ وسلم ، بشر بقدومھ من سبقھ من الانبیاء والرسل ،ملك یتحدث باسم الاردنیین عن الاسلام الحقیقي وقیمھ والتي ھي موجودة في صمیم كل الادیان ،الاسلام الذي یسعى لتشویھھ خوارج العصر ومن ھم على شاكلتھم والذین یخافون الاسلام ویشوھون دیننا الحنیف ،اسلام التسامح والاحسان والرحمة لا انعدام .العقل والقسوة والتطرف یقف الملك الیوم مذكرا الجمع باسم الاردنیین عن ھذا الوطن ارض اولوا العزم من الرسل الذین حملوا رسالة التوحید والدعوة الى الیھودیة والمسیحیة، یقف مدافعا صلبا عنیدا عن الاسلام وصورتھ الحقیقیة، وعن الجھاد الاكبر وتوضیح مقاصده واھدافة ردا على ما تم من تشویھ لھذه القیم والمفاھیم والمقاصد سعیا لعالم ینعم بالسلام والمحبة والوئام ، واثراء حضارتنا الانسانیة ، والرد على من یسعى لاستخدام ھذا الدین الحنیف الذي یدعو الى الحكمة والموعظة الحسنة وحب الله وحب الجار ، وما الشھادات التي سمعناھا ممن تحدثوا في الاحتفاء بالملك وھم من الاشخاص الذین یعدون من الاكثر تاثیرا في العالم ، والذین احدثوا فرقا في المجتمعات ، الا الدلیل على المكانة التي یحظى بھا جلالتھ والدور الذي یقوم بھ والأردن خدمة للانسانیة جمعاء ، ونبذ العنف والتطرف والارھاب والكراھیة والفوضى وھي مبادئ لیس لھا مكانة في الاسلام ، والسعي لتحقیق السلام والاستقرار والامن والرفاه للشعوب ، ھذه المكانة وھذا الدور یتجاوز حدود الجغرافیا وعدد السكان بما یمثل من نقطة مضیئة في منطقة یسودھا عدم الاستقرار ، وتخرج من حرب لتدخل اخرى ، وطن یمثل نموذجا للتعددیة وحریة العبادة والتسامح والوسطیة والاعتدال ، وطن یدفع باتجاه التنمیة والازدھار وبناء العلاقات على اسس الاحترام المتبادل ، وبناء تحالف . جماعي للحرب على الارھاب الذي اضر بصورة الاسلام الأردنیون ، ھم دائما الھدف والغایة وھم الذین في وجدان وضمیر جلالتھ الذي یجد في كل منبر مناسبة لیتحدث عنھم وعن فكرھم ویقدمھم نموذجا للشھامة والعون والمحبة والتكافل والتسامح ، وما حدیثھ في مستھل كلمتھ اثناء التكریم مما یشعر بھ والاردنیون من الم نتیجة فقدان عدد من الأردنیین جراء الامطار في الاسبوعین الماضیین وطلبھ من الحضور لیقفوا دقیقة صمت على ارواح الضحایا ، الا الدلیل على ان الأردنیین حاضرون في كل لحظة في ذھن جلالتھ وھم شغلھ الشاغل ومصلحتھم اولویة .مثلما ان فلسطین والقدس الشریف حاضرة دائما . كمدینة مقدسة ورمز للسلام وتعدد الادیان ، فتبرع جلالتھ بجزء من قیمة الجائزة لدعم مشاریع ترمیم المقدسات في القدس تكریم الملك تكریم للأردنیین ، یوجب علینا مسؤولیة كبیرة بالحفاظ على الارث الذي تحدث عنھ جلالتھ والبناء علیھ ممارسة لا تنظیرا ...فمبروك للملك ..ومبروك للأردنیین