لنحاسب أبطال الباص سريع التردد
قرر رئيس الوزراء إيقاف جميع العطاءات الجديدة الخاصة بمشروع «الباص سريع التردد» لحين إصدار اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة وزير الأشغال لدراسة المشروع بشكل كامل وموسع وإبداء الرأي القانوني والمالي فيه، وذلك بناء على طلب اللجنة النيابية التي تابعت هذا الموضوع خاصة بعد أن أبدى ديوان المحاسبة عدة ملاحظات على هذا العطاء وهذا المشروع بكافة أشكاله.
منذ عام تقريبا صحونا نحن أهل عمان ذات ليلة ورأينا أن أمانة عمان الكبرى قد قررت تنفيذ هذا المشروع وأرسلت طواقمها من الآليات والأفراد لتمزيق جسد الشارع وأرصفته، بعد ان كانت قد عملت قبل ذلك بأشهر صيانة للشارع المقابل لجريدة الدستور، وتم تركيب الحديد للجزيرة الوسطية للطريق وتم وضع المسؤولين وأهالي عمان والأردن تحت الأمر الواقع رغم انفهم، ورغم الشكاوى الكثيرة والمتعددة الاتجاهات، التي كانت ترسل عبر وسائل الإعلام، ومع ذلك أصر المسؤولون في أمانة عمان على الباص السريع على أساس انه الحل لمشكلة المواصلات؟؟ ونحن نقول لهم بان هذا المشروع هو عبارة عن تخبط بدرجة مليون بالمئة، وعدم إحساس بالمسؤولية وفشل ذريع، وأتوقع ان يكون أكثر من ذلك بكثير.
ان المشروع او فكرة المشروع هي فساد كبير صدر عن هذه الأمانة التي نقدرها ونحترمها، ولكن بعض المسؤولين فيها قد أساءوا لهذه المؤسسة العريقة التي تعمل ليلا ونهارا لخدمة المواطن، ولكن في الفترة الأخيرة أخذت تعمل لخدمة أصحاب النفوذ وأصحاب الاجندات الخاصة، ولهم فيها قصص وحكايات، وحتى دولة الرئيس أحال مؤخرا ست قضايا إلى هيئة مكافحة الفساد تتعلق بهذه المؤسسة العريقة ... وكان الأجدر بهؤلاء المسؤولين قبل تنفيذ المشروع، أن يقوموا بدراسته بشكل علمي متعمق ومدروس، بمشاركة جميع المؤسسات والوزارات ذات العلاقة الفنية والمالية والقانونية والإدارية، ولكن التسرع بالموافقة على تنفيذ هذا المشروع يعتبر مثالا من الأمثلة التي تثبت فشل وسوء الإدارة والانفراد بالقرار عندنا، ويجب على الحكومات والمؤسسات أن تستيقظ من سباتها العميق وتعمل على إيجاد مشاريع على أسس علمية وفنية عالية ذات مواصفات عالمية، وتتناسب مع طبيعة الأردن الجغرافية الجبلية التي تعم معظم أنحاء المملكة.
إن هذا المشروع الفاشل ذو كلفة مالية عالية، وعوائده متواضعة، الأمر الذي يؤكد عدم جدواه اقتصاديا، أما الأمر الخطير الثاني فإن هذا المشروع مخالف بشكل كبير لجميع الالتزامات الحكومية الأردنية، التي وقعها الأردن في مؤتمر بيئي دولي يؤكد فيه الحفاظ على البيئة، وهذا المشروع