التغیر المناخي والدروس المستفادة

 التغیر المناخي أمر ثاتب علمیاً وواقعیاً، ویشھد على ذلك ما تمر بھ مناطق متعددة على سطح الكرة الارضیة من ظروف وأحوال مناخیة بالغة الشدة في تأثیرھا ومخاطرھا على «البشر والحجر» على حدّ سواء. ویتمثل ذلك، بصورة جلیّة، في إتساع حدوث عواصف الریاح العاتیة، ً سواء العادیة أو الالتفافیة، أو تصاعد ارتفاع أمواج البحر الھائج لدرجة ُ م ّدمرة، أو الفیضانات المائیة في السدود والأودیة نتیجة ھطول الأمطار الغزیرة والكثیفة في فترة زمنیة قصیرة، أو الحرائق متسعة الانتشار . ّ الناتجة عن شدة حرارة الجو أو عن عواصف البرق والرعد الھائلة َمّكننا في الوقت ذاتھ من التنبؤ، بمستوى ٍ عال من ھذا، وإنھ لمن ُ حسن الطالع أن التقدم العلمي في إثبات وتحلیل أسباب التغیر المناخي، یُ المصداقیة، بالآثار المتوقعة لھذا التغیر، من حیث الزمان والمكان ودرجة ھذه الآثار وشدتھا. ومن ھذا المنطلق، یصبح لزاماً على الجھات المعنیة، في ضوء تحدید الموقع المتوقع لحدوث الكارثة المناخیة، أن تتخذ جمیع التدابیر اللازمة لتوعیة المواطنین وتحذیرھم في الوقت .المناسب، وذلك حفاظاً على أرواحھم وحصراً للخسائر المادیة المترتبة وخلاصة القول، فإنھ في ضوء ما أوردنا في أعلاه، وفي سیاق الخسائر البشریة البالغة الألیمة التي فُجعنا بھا مؤخراً لمرتین متتالیتین في وطننا الحبیب، وذلك على الرغم من الجھود المباركة التي بذلھا المواطنون والاجھزة الأمنیة المختصة للحد من فداحة ھذه الخسائر، یجدر بنا لزاماً أن نأخذ بالدروس المستفادة في جانبین اثنین في منتھى الأھمیة: أولھما، إحكام تحذیر المواطنین بجمیع الوسائل والاجراءات والتأكد من الوصول بذلك إلیھم، ومن ثم إستنفار الأجھزة المختصة لمراقبة إستكمال ھذه الوسائل والاجراءات والالتزام بھا قبل وأثناء التأثیر المناخي. وثانیھما، الضرورة القصوى لإلتزام المواطنین، بأعلى درجة من الوعي، بالتعلیمات والبیانات التحذیریة الصادرة عن .الأجھزة المختصة، بعیداً عن أي تعلیمات أو معلومات أخرى صادرة عن جھات غیر رسمیة