عملاء المخابرات السورية في الاردن

 

 


لست ادري مالذي سيفعله بعضنا،اذا سقط النظام السوري،وتكشفت الملفات الامنية السورية،التي تحوي معلومات عن عملاء ومتعاونين،منا يعملون مع المخابرات السورية.

حدث ذلك في النموذج العراقي،فلم يتعلم احد،اذ سقط النظام العراقي،وتكشفت الاسرار المخفيات،دفعات المال،والذين قبضوا المال على حساب العراقيين،واولئك الذين تقدموا بمعلومات حول الاردن ووضعه الداخلي،وكانت فضائح مدوية مست اسماء كثيرة.

في القصة السورية،هناك نفر قليل بيننا،يشتغل على خط عمان دمشق،ولهم صلات امنية وسياسية،مع النظام السوري عبر مؤسسته الامنية في اغلب الحالات،وهؤلاء يتلقون دفعات مالية،ويتعاونون مع المخابرات السورية،وبعضهم يلعب على الحبلين،وبعضهم ايضاً،يخفي علاقته الامنية مع السوريين.

غداً قد ينهار النظام السوري،نظام المقاومة والممانعة،الذي ذبح الاف السوريين،من الابرياء،تحت عنوان مقاومة المؤامرة الامريكية،فأذا بمقاومتها تبدأ داخل سوريا المقموعة والمهدورة فيها دماء الناس،واعراضهم ومساجدهم،وكم من مظالم نالت من اهلنا في سوريا،ومن عرب تورطوا بقضايا تافهة دمرت حياتهم.

اذا سينهار النظام السوري لان هذا منطق الاشياء، فلا يمكن ان يبقى النظام مقبولا دوليا بعد هذه المرحلة الدموية، ستتكشف اسرار كثيرة، وسيأتي من يكشف ملفات نفر قليل يسرق تمثيل اسمنا وعددهم قليل جدا، وعلى صلة بالمخابرات السورية، يقدمون معلومات حساسة مقابل حفنة ليرات سورية مغمسة في دم الشعب السوري، وعندها ستبيض وجوه، وستسود وجوه،وسيكون مخزياً تكشف هذه الاسرار.

من اجل ماسبق نقول لكل اولئك الذين يراهنون على مصالحهم الشخصية قبل التضامن مع النظام السوري ان عليهم ان يتقوا الله، وألا يصطفوا مع نظام يقتل شعبه، ومستعد لارسال السيارات المفخخة الى عمان وبيروت لتصدير ازماته، ومستعد ايضا لتنفيذ عمليات انتقامية تحت عناوين مختلفة، وعلى يد تنظيمات معروفة او مجهولة في الاردن، او لبنان عبر بوابة الحدود السورية او العراقية، ومستعد لتفجير حرب في لبنان او غزة او الجولان من اجل اعادة خلط اوراق المنطقة، تحت شعار الحرب حتى اخر فلسطيني او لبناني او سوري.

اذا كانت اغلبية السوريين ذاقت الامرين من هذا النظام، قمعا وسجونا وملاحقة، فأي حق يسمح لاي واحد منا ان يصطف مع النظام الدموي في دمشق؟؟

اي مراهنة على صمود النظام تبدو هزلية لان دمشق الرسمية تجازوت فترة السماح، وامكانية اعادة انتاج الوجه والسمعة بين العرب وامام العالم.

ما شعور بعضنا غداً بعد ان تتناثر ملفات المخابرات السورية في الهواء الطلق،فنعرف من قبض،ومن تجسس،ومن طعن بلده في ظهره،مقابل علبة بقلاوة من سوق الحميدية؟؟

شرف الرجال الحقيقي،لايتعلق بالعورة ومشتقاتها، شرف الرجال الحقيقي، هو باحترام الانسان لكرامته، وكرامة اهله من الاردنيين والسوريين،معا واحترام حرمة الناس ودمهم وببقاء اليد بيضاء نظيفة تسر الناظرين.

ليس اسهل من شبك علاقة امنية خارج الحدود وليس اصعب من دفع كلفتها لاحقاً!.

mtair@addustour.com.jo