الھوس والوھم وجھان لعُملة واحدة

یعیش البشر ضمن منظومة یتخللھا الواقع و الحلم والخیال بنسبة ملائمة محفّزة لتحقیق طموحاتھم من ..«خلال العمل والمتابعة.. بشرط ان یبقى الطموح المتخیَّل غیر مبالغ فیھ لتجنّب الوقوع ب»الوھم وبالرغم من أن ولوج عوالم الخیال یتطلب ّ التحرر من قیود الواقع، إلا ان البقاء بالسلیم مطلوب منعا من ّ تجاوزالفضاء الصحي المسموح والوقوع ببراثن الوھم .. َ فالھوس والوھم وجھان لعُملة َ مرضیة واحدة یحتاج كلاھما الى معالجة سریعة دون الاستھانة بھما لأضرارھما البالغة على المستویات الفردیة والجمعیة ْ لكون أحدھما یقود للآخر بغض النظر ّ عمن یبدأ !اولا فالھوس تؤدي شدتھ لھلوسة وأوھام وإن لم تتم مداواتھ یصبح وسواسا قھریا یضیّع صاحبھ ومن حولھ وبخاصة إن كان یتعلق بمصیر أفراد ..وجماعات وشعوب ف»جنون العظمة»ینجم عن ْ وھم متضخم نتیجة تضخیم الواھم للواقع إلى عدّة أضعاف غیر حقیقیة، سواء أكانت ھذه الحالة ناتجة عن ّ ظن، بالھوس غالبا ّ مایحس بالعظمة وسرعة الغضب والعدوانیة، وكثیرا ما ینكر وجود أي شيء خاطئ أو تمثیل، أو تخیّل مبالغ فیھ.. فالمریض َ ِرھا معاه !« ْ بھ لدرجة انھ یتجاوز القانون بكل أریحیة فقراره بنظره ھو الأصوب..»وھات بعدھا دبّ علاوة على وجود انواع من الھوس مثل ھوس»الأكل» ّ وھوس»التسوق» وھوس»التجمیل» وھوس»العاشقین» وھوس «السرقة» !وھوس»تكدیس القمامة».. الخ.. وكل شيء إن زاد عن حده انقلب لضده فموضوع»الوھم والھوس»بوسواسھما القھري الذي یسیطر على عقل صاحبھ فیتصرف ب»لاعقلانیة»واضحة لیسا من الكمالیات لأن كثیرا من المشاكل الإجتماعیة جذورھا نفسیة تؤثّربدورھا سلبا على مسیرة أمة بأسرھا نتیجة قرارات ارتجالیة ناجمة عن إحساس ّ بالزھو !الناجم عن ھوس مدمر ْتلة» التي فما احوجنا لقرع الجرس بوادي النسیان.. فكثرة الوھم وكثرة النسیان تؤدیان للخذلان وكفانا خذلانا وإحباطا.. فالمشاكل «المتل تحیط بعالمنا العربي ناجمة عن ْ وھم نابع من تفاؤل شدید غیر متزن وغیر متوازن ولیس بمكانھ، فلا نعود نبصر الثغرات ولا نستمع ..للتحذیرات ْوبیني ْ وبینكم ْ أن یعیش المرء حلما وردیا أبدیا بلا شغل ولا ْ مشغلة متعلقا دوما بحبال الوھم ھو أریح شيء بالوجود ولكن نتائجھ الوخیمة .. ّ غیرمریحة على الإطلاق فما بال أمة بأسرھا فنكسة 5 حزیران 1967 كانت نتیجة ّ توھم بعض البلدان العربیة بجاھزیتھا.. لیثبت العكس تماما.. فإن اختار البعض تضییع عمرھم بالوھم !على المستوى الشخصي الفردي.. فھم أحرار بأنفسھم لكن لا یجوز تضییع الأوطان بالأوھام َ ومن ھنا لا بد من محاربة الوھم بھو ِ سھ.. او الھوس بوھمھ.. وما جنون العظمة الا نتیجة الوقوع بمصیدة الوھم والتعلّق بحبال ھوائھ .. وتحدث الطامة الكبرى عندما لا نستطیع التفریق بین الوھم َ المرضي والتخیل الإیجابي.. ومن ھنا لا یجوز الخلط بینھما فالخیال مطلوب !والوھم مرفوض مرفوض فحتما نحتاج الى التخیّل للتخطیط لأیة تجربة علمیة للحصول على النتائج المأمولة فالعلم بأنواعھ مرتبط بالخیال وكذلك العمل.. فشتّان ما بین نسیج الخیال ونسیج الوھم، فالأول ینتج نسیجا إبداعیا مبتكرا منجزا مفیدا على الصعد كافة.. اما نسیج الوھم فھو على العكس تماما. ! ِمض ّ ر ومدمر !وحتى لا ینطبق علینا قول: انا من ضیّ ْ ع في الأوھام عمره .. ْ وعم ْ ر غیره كمان ! َ فحذار من عملة «الوھم والھوس».. حذار