تفجيرات عمان...حتى لا يتلف الزمن الذاكرة
الزمن يتلف الذاكرة . مرت قبل أيام الذكرى الثالثة عشره لتفجيرات عمان باستذكار مخفف ،او لعلها تلاشت او كادت ، باستثناء تغريدات ومدونات بعض كبار المسئولين ومقالات الكتاب والقليل من الفعاليات الشاجبة التي تناثرت هنا وهناك ،وتمحورت حول عبارات جميلة لكنها غير منتجة ، كالتأكيد على ان الحادث يثبت ان الأردنيون أهل تضحية ومجد، فما زادتهم الواقعة إلا قوة وصلابة، فكانوا خلف قيادتهم وأجهزتهم الأمنية والعسكرية صفا متماسكا بوجه قوى الضلال والشر.
وان ذلك العمل الإرهابي الجبان، الذي ارتكبته إياد آثمة خسيسة، وزمرة مارقة خارجة عن ملة الإسلام، من قوى الإرهاب والتطرف واستشهد على أثرها عدد من أبناء وبنات الوطن، لن يزيدنا الا إصرار في التصدي للإرهاب والتطرف، ولن يزيدنا الا قوة ومنعة، ليبقى بلدنا واحة للأمن والاستقرار ، وان علينا ان نكون صفا واحد لتعزيز جبهتنا الداخلية وتوحيد صفوفنا من اجل التصدي لخوارج العصر، ومختلف قوى التشدد والإرهاب، فالأردن يواجه تحديات كبيرة، وخطر الإرهاب يحيط بنا، من كل جانب، وعلينا جميعا مسؤولية الحفاظ على وطننا الأغلى والأعز.
بالعربي الفصيح . مع وقوع جملة الحوادث المشابهة اللاحقة وتتابعها مرارا وتكرارا ، لم يعد الشجب والغزل بالذات يكفي، وعلينا ان نستثمر الذكرى بالمزيد من اليقظة والحذر ، وتطوير قدراتنا الذاتية تطورا امنيا وفكريا يصعب عمليات الإرهاب ويحس به ويشهده المواطن على ارض الواقع.
بصراحة لا اثر للخطة الوطنية لمكافحة التطرف والإرهاب ، ولربما توقفت او فشلت لأن نتائجها باختصار غير قابلة للقياس، وهذا ما أكدته أحداث السلط والكرك والبقعة، إضافة إلى الدراسات العلمية الميدانية التي أشارت إلى مد فكري متطرف ،وان المشكلة ليست الى انحسار كما يتوهم البعض .
وبصراحة أكثر . كانت المعالجات الأمنية للأحداث الأخيرة مقبولة ولا بأس بها ، لكنها ليست على ما يرام، ومصابة بخلل ما بدليل الأعداد المرتفعة من الشهداء ما يستوجب البحث عن الأسباب ،ومعالجة الأخطاء الميدانية في ظل توفر الإمكانيات وعمليات التدريب والتأهيل بمستويات ومواصفات عالمية عالية.
للأسف نشعر في كثير من الأحيان بنوبة من الغفلة والاسترخاء تنتاب مؤسساتنا الرسمية مع سكون الخلايا الإرهابية، الى ان نتفاجأ بضرباتها القاتلة ،الأمر الذي يستوجب إعادة نظر فورية بواقعنا الاحترازي وتحديث موانع الإرهاب ...الواقع الاحترازي الحالي بائس ويعاني من الخمول.