ماذا ستقولون بعد الرحيل

سؤال اتوجه به الى زمرة من المنتفعين الذين يعيشون بيننا ويحملون الهوية الاردنية العربية ويتمتعون بالجنسية العروبية التي منحها لهم الاردن ،الى اناس يتهمون انفسهم بانهم من الطبقات المثقفة والادباء والصحفيين الذين يحاولون ذر الرماد في العيون وتصوير المذابح التي يقترفها نظام المجرم بشار الاسد بحق شعبه الذي ثار على الظلم والطغيان ورفض السكوت الى ما لا نهاية على الممارسات الامنية والقمعية التي عاشها هذا الشعب على  مدى اكثر من اربعين سنة من الاستبداد والابعاد والاغتيالات والاعتقالات وكلنا يعرف كم هو هذا النظام دمويا وقمعيا وبوليسيا حتى اننا نحن العرب كنا نشعر بالخوف والرعب خلال مرورنا باراضي الجمهورية السورية ونشعر بالذل والاهانة اذا ما صادفنا شرطي حتى لو كان مروريا ،فما بالكم بشعب ذاق الامرين طيلة هذه السنين العجاف ؟.فمنذ انطلاق الثورة السورية المجيدة التي تطالب بالحرية والديمقراطية منذ الثامن عشر من اذار الماضي والنظام الاسدي يقتل ويشرد ويعتقل ويدمر حتى وصل الامر بقصف  للمساجد والمصلين واحتلال مدن بالدبابات وترويع السكان واعتقال عشرات الالاف الذين لا يعرف مصيرهم ،ولجأ النظام الدموي الى اقسى صور الوحشية والتنكيل ندرت امثالها في اعمال هتلر وموسوليني في الحرب العالمية الثانية مما حذا ببعض السياسيين بتسمية الاسد الابن كما هو حال الاب بالهتلرية والنازية الجديدة .منذ ذلك التاريخ المجيد الثامن عشر من اذار والة القتل الاسدية تعمل في رقاب العباد تحرق الزرع وتهدم البيوت والمأذن وتقتل الشباب والنساء دونما تمييز والعجيب الغريب ان وجد بيننا في الاردن فئة قليلة من البواكي على هذا النظام الدموي وتخرج علينا بين الفينة والاخرى باسطوانات مخزوقة تبرر القتل والذبح والقمع بحجة ان ما يحدث في سوريا كذب ومن صناعة الفضائيات  المغرضة وان الصراع في سوريا صراع عليها وان الاطراف الدولية تحاول توظيف الحراك السلمي لاسقاط الدولة من اجل تقاسم الشرق العربي واخراج العرب من التاريخ وطي صفحة المقاومة التي هزت اسطورة العدو الذي لا يقهر .ويحكم اين انتم من الواقع ؟كيف يمكن لفضائية ان تصنع حدثا بحجم الثورة الشعبية السورية ؟وهل الشعارات التي تنقلها الفضائيات العدوة والصديقة هي من حياكة وخياطة الفضائيات؟وهل ذبح القاشوش واقتلاع حنجرته ايضا من صناعة الجزيرة والعربية ؟وهل الطفلة ليال التي قتلت بدرعا وهي لم تبلغ العام كذلك فبركة اعلامية؟ وهل مواقف العالم والعرب منه تقولون انها صناعة الاعلام؟ما لعقولكم الهذه الدرجة انزلقتم بالسخف والاستخفاف ؟هل تظنون ان هذا النظام باق الى الابد ويحميكم من لعنة التاريخ والشعوب؟وايضا اسألكم ردا على التوظيف لاسقاط الدولة فمن اين جئتم بهذه المعزوفة القائلة بالمؤامرة لتقاسم الشرق العربي وطي صفحة المقاومة واسطورة العدو الذي لايقهر ؟هل انتم واثقون ان نظام الاسد فكر يوما لدقيقة واحدة بمواجهة اسرائيل؟ اقول لكم بانكم اما ساذجون او بعيدون كل البعد عن حقيقة نظام الاسد الاب الذي قاتل العراقيين في التسعين مع القوات الاسرائيلية والامريكية وساهم في احتلال العراق ولا زال من اجل توريث الابن الحالي المحافظ على العهد والوعد والصادق في الوفاء لاسرائيل باستمرار الهدوء على حدودها والالتزام بعدم اطلاق رصاصة نحو الجولان من اراضي سوريا الاسد وقالها بملء الفم رامي مخلوف المعروف لديكم بان امن اسرائيل مرتبط بامن نظام الاسد في بداية الثورة الشعبية في اشارة لا تقبل الشك على التنسيق الثابت بين القيادتين واجزم القول الشقيقتين ،وفي ظل هذا الوضع عن اي اسطورة واي ممانعة ومؤامرة تتحدثون وتتشدقون بشعارات البعث الرنانة التي لا تطرب الا امثالكم اما الشعب السوري فقد كرهها ورفضها علنا.يذهبون وفودا وضيوفا وجاهات اعراس الى سورية ليعودا ويقولو لنا ان ا لامور في سورية هادئة ولا وجود عسكري او امني على الطرقات حتى وصل الامر باحدهم انه حتى ان وصل الحدود اللبنانية لم يواجه اي وجود عسكري نافين بذلك الدبابات والمدرعات والاسلحة الثقيلة  بدءا من الحدود الاردنية في درعا وحتى وادي خالد على الحدود اللبنانية ناهيك عن حماة وحمص ودير الزور واللاذقية وريف دمشق وكل المناطق لان الثورة عمت كل سوريا .ماذا عساهم يقولون لو ذهبوا فرادا كمسافرين او عاشوا لاسبوع في حماة؟نعرف جيدا الحفاوة التي يستقبل بها الرفاق الذاهبون لاداء الطاعة والتعبير عن الولاء ودعم القتل وذبح الناس في سوريا ،انهم يستقبلون بحفاوة في فنادق فارهة وغرف اللوكس من الدرجة الاولى ويسهرون على طريقة وليد المعلم وزير خارجية هتلر سوريا الجديد وكلنا يعرف هذه الطريقة التي يرافقها هز الخصر في حين ينام السوريون على اصوات الدبابات التي تستعد لدخول المدن والبلدات وعلى ازيز الرصاص ودوي القذائف وصرخات الاطفال المذعورين والنساء الارامل والباكيات ازواجهن وفلذات اكبادهن الا ليت كلف هؤلاء انفسهم العناء لبسرقوا نظرة الى الواقع الذي لا اظن سيتركهم يتحدثون بما جاءوا الينا به من فنادق دمشق لان الصورة مختلفة تماما .ايها الرفاق القوميون والنقابيون والصحافيون الشمس لا تغطى بغربال والحقيقة واضحة لا لبس فيها ونظام الاسد الديكتاتوري ايامه باتت معدودة ولا تاخذوا كلام رامي مخلوف على محمل الجد لان الاسد ليس باهم من السادات ومبارك لاسرائيل وامريكا ضحت به من زمان وتعد البديل فماذا ستقولون بعد رحيل هذه الدمية المسماة بشار؟