الشیخ یوسف القرضاوي في.. خطبَ ِ تھ «الوداعیّ ّ ة» العصماء

للمرء أن یتخیّل طبیعة ومرامي الكلمة التي ألقاھا الشیخ یوسف القرضاوي رئیس التنظیم الإخواني الھوى ُ والھویة,الم ّسمى «اتحاد علماء المسلمین»،والذي لا یعرف أحدٌ كیف تم تسمیة قیاداتھ والمعاییر التي اعتمدھا ّ المؤسسون لإشھاره َ وم ْن یقف خلفھم،لحصر التمثیل في شخصیاتھم,بل والزعم انھم «علماء المسلمین» وحدَھم؟ولم یَ ِعرف احد كیف یتم قبول َ م ْن یرغب الانضمام الیھم او الانتساب الى اتحادھم؟ودائما في غموض مصادر تمویلھم وكیف یُدار اتحادھم ھذا؟وخصوصا كیف وعلى أي أسس یتم اعتماد وإصدار البیانات ذات الطابع السیاسي التحریضي التي اخذ الشیخ القرضاوي,الرئیس الدائم ِ والمزمن لھذا الاتحاد منذ بروزه في الفضاءین العربي والإسلامي؟وكیف تم ّ تسییس عمل الاتحاد والنظر الیھ كـ»كتیبة» تحریض ِرة ُم ِ تقدّمة لبعض الانظمة والحركات؟والتي انتھت مھمتھا (الكتیبة الإعلامیة ُ التحریضیة,المتدثّ بلبوس دیني)الى الحضن التركي؟ وكیف باتت أنقرة مربط خیل الحركات الاسلامویة,وعلى رأسھا «حركات» الإخوان المسلمین في العالم العربي,وملاذاً آمناً لكل َ المعارضات العربیة .وبخاصة منھا ذات الھوى والھویة الإخوانیة ..ما علینا إذا ما نظرنا الى تركیبة «الاتحاد» الذي تم استیلاده في العاصمة البریطانیة «لندن» في العام 2004,وما تقولھ المعلومات المنشورة في الشبكة العنكبوتیة في تعریفھ,بأنھ «مؤسسة إسلامیة تجمع علماء المسلمین من مختلف دول العالم من ُ السنّة والشیعة والاباضیة.حیث بلَغ عددھم اكثر من «90 «ألفاً من «علماء المسلمین»،فان سیرة ومسیرة ھذا الاتحاد الذي لا ِ یعرف احد عن ِ «شیوخھ»سوى القرضاوي،تكشف عن ھیكل «ضخم» بدون فاعلیة ولا أھمیة لھذه الكثرة (ان صح عددھا),والتي لا تحمل من الاتحاد سوى بطاقة العضویة,اذا ما افترضنا ان للإتحاد ھیكلاً تنظیمیاً ونظاماً داخلیاً وسكرتاریة وضوابط إداریة وخصوصا مالیة.لكنھ (الاتحاد) من اسف,وطوال اربعة عشر عاما من عمره – غیر المدید كما نتوقّع,وبخاصة بعد ّ تنحي او غیاب القرضاوي – لم یكن سوى بوق دعائي وتحریضي تم اختراعھ لخدمة دول وأجھزة معروفة,استخدمتھ بعد ان استثمرت فیھ الكثیر من الاموال والرعایة لشخص القرضاوي , لتصفیة حساباتھا السیاسیة والشخصیة مع انظمة وساسة وھیئات وتنظیمات ومنظمات,ناصبتھا ِ العداء او افتعلتھ خدمة لمشروعات تحدیداً اقلیمیة ذات ابعاد وتحالفات دولیة.كما حدث تماما عند اندلاع موجات الربیع العربي الذي لم یعد احد – سوى ِ الواھمین والمشبوھین – یرونھ ھبّات جماھیریة,بقدر ما ھو ّ مخطط تم إحیاؤه لاستكمال المشروع الصھیوامیركي,الذي استمال بعض العرب ووضعھم في الواجھة على نحو بدوا ھؤلاء وكأنھم «ثوار» ِ عصرنا الجدید،لكنھم من اسف,لم یكونوا سوى بیادق وادوات في خدمة ُ الم ِ ستعمرین...قدیمھم .والحدیث «عودة الى خطبة القرضاوي «الوداعیة تنعقد الان في مدینة اسطنبول التركیة اجتماعات الجمعیة العمومیة للاتحاد الذي یرأسھ القرضاوي,واذ كانت تلك الجمعیة طوال الاربعة شر عاما ِ المنصرمة,تلتقي كي تعید تجدید «البیعة» للقرضاوي استمرارا للدور الذي انیط بھ بوضع الاتحاد تحت إمرة الممولین والرعاة,فانھ یبدو ھذه ّ المرة وقد استسلم لدواعي واستحقاقات الشیخوخة،فلم ِ یكتف بالإعلان عن تخلّیھ عن موقعھ والتنحي «لأسباب ِصحیة»,تاركاً المنصة لغیره كي یتولى ادارة شؤون جلسات الجمعیة العمومیة وصولا الى انتخاب قیادة جدیدة,بل استغَ ّل الفرصة لإعادة التأكید على تبعیتھ وارتھان اتحاده والترویج لسیاسات الرئیس التركي اردوغان,الذي قال اكثر من مرة في وصفھ انھ «خلیفة المسلمین الجدید» وانھ راعي الاسلام والمسلمین,الى ان خرج علینا یوم امس ِ لیُ ِعلن:ان الله كان مع الرئیس رجب طیب اردوغان ُ وإخوانھ,م ّقررا بثقة ان «تركیا ّ تتعرض لمؤامرة من قِبل الذین لا یُحبون ان تعود ھذه امة كبرى,والغرب من وراء ذلك، لكن الله - اَضاف القرضاوي - ھو الذي شدّ أزرھم وكتب نصرھم وأنقذھم من شرور الآخرین,مؤكدا – سماحتھ – ان الله ُ سینصر اردوغان ما دام المسلمون «الصادقون» .!!«معھ,»والذي لولاه(أي اردوغان) لسقطت تركیا وسقَ َط معھا الاسلام ِیاً بالأتراك خالعاً علیھم صفات العظمة,وبخاصة كما ویمضي – فضیلة الشیخ – في لغة یصعب نفي النِفاق َ والمداھنة والوصولیة ُ عنھا,متغنّ ِحاربون في كل مكان ویأبون ادّعى,»بعد ان اصابَت العالم الاسلامي مصائب كبرى في تاریخھ،وأخذَت منھ الرایة,لكن الأتراك اصبحوا یُ َب بعض الناس من ُ الم ِّؤرخین:ان تاریخ الإسلام یبدأ من ھنا ِ (یقصد ِحاربوا،حتى انھ – ِ یواصل القرضاوي – في بعض الاوقات,كتَ إلاّ أن یُ من تركیا) قائلا في قناعة ُ مَزیّفة:»الاسلام كان سیضیع»..ھكذا وعلى ھذا النحو ِ الفاضح یُنھي القرضاوي مسیرة التزلف ِ للأنظمة ُ الم ِّمولة ُ والراعیة.م ِ بشراً:بأن رایة الاسلام ستعود من جدید,بعد ان َ نص َر الله (في المدة الاخیرة) اخانا الحبیب المجاھد الزاھد (...) الذي حمل الرایة َ أزرھم,وھو للعالمین اردوغان,ولم یكن عنده مال ولا عنده رجال،لكن الله كان مع اردوغان واخوانھ (...).الله(یُؤكد الشیخ) ھو الذي شدّ ِركیة» ُ اردوغان.مختتِماً خطبتھ»التُ الذي كتب نصرھم وھو الذي أنقذھم من شرور الآخرین،ھو الذي أعاد اردوغان وأنقذه وسینصر الله أبداً .« ِ العصماء بالقول:»من أجل ھذا ج َ ئنا الى تركیا,لنضع یدَنا في ید إخواننا ِقوا ویتأملوا في ما للمخدوعین بالقرضاوي واتّحاده الكرتوني المكشوفة أھدافھ,والذي یزعم ان عدید اعضائھ یزید على تسعین ألفاً,ان یُدقّ تُعلنھ او ِ تستبطنھ اقوال»رجل دین»,دأب على التحریض وبث الفتنة على ّ أسس طائفیة ومذھبیة,والترویج لسیاسات انظمة وتنظیمات لا تعنیھا ِ مصالح العرب ولا ھموم العروبة,بقدر ما تماھت مع مشروعات وخطط الذین لا یُ ِضمرون سوى الشر لأمتنا العربیة وشعوبھا.ولمن ّشكِك في استنتاجاتنا,ان یعود الى خطبة القرضاوي «الطازجة»ویرى ان كان «سماحتھ» قد اتى بكلمة واحدة انتصارا للعرب والعروبة او یُ فلسطین,بل كانت ُ م َّ خصصة لمدیح سلطانِھ وخلیفة المسلمین...العثماني الجدید.الذي ّ أسس(«اول ِ بلدیة إسلامیة» في ھذا البلد),كما َ زعم . ِ القرضاوي,قاصداً.. اسطنبول