ما الذي يدور في ذهن الملك؟


الى الآن لم يصدر عن القصر قرار بالموافقة على استقالة وزيري التربية والسياحة، كما انه -اي الملك- فاجأ الجميع بتشكيل لجنة خاصة به لدراسة ما جرى في فاجعة البحر الميت.
عدم قبول الاستقالة الى الان بات حمال اوجه، فهناك احتمالات متعددة، تدور معظمها في فلك: ان الملك يتريث لغايات القيام بإجراء اكثر عمومية بحق الحكومة.
اما تشكيل لجنة خاصة بالملك، فهذا اجراء يمكن فهمه بأنه بداية نهاية شهر العسل مع الحكومة، وان القصر لم يعد بإمكانه الاستمرار بتغطية الرزاز على الرايحة والجاي.
الملك يدرك ان الحكومة تتراجع شعبيا، وانه لا يستطيع تغطيتها بمنطق المجاراة، بل عليه ان ينحاز اكثر للجمهور، ولا سيما في القضايا المصيرية التي تشبه فاجعة البحر الميت.
مع ذلك، ومع قناعتنا ان الملك بات اقل حماسة لحكومته، ولشخص الرئيس، بسبب الاخطاء الكارثية التي كانت في الشهور الماضية.
الا اننا نجهل ما الذي يدور في رأس الملك، كيف يفكر بعد هذه الارتدادات الاخيرة، فمقالته الاخيرة تدلل على انه مشغول بقلق في المسألة الداخلية، وينوي الاشتباك معها شخصيا.
من جهة اخرى، اعتقد ان النخب السياسية والاعلامية لا تساعد ولا تساهم مع الملك في توجيه اعمال الفكر والموقف لديه، وهذا للاسف يجعلنا نقلق من مستقبل القرار، ونعجز عن توقعه.
النخب، تنتظر ما يقوله الملك، ثم بعدها، يبدأ النقاش القائم على تعظيم ما قيل بعيدا عن الموضوعية وتخليا عن حقيقة المساهمة في النقاش العام.
اعتقد ان البلد والملك على السواء يحتاج منا الى آراء استباقية تناقش الاوضاع العامة، نستطيع من خلالها ان نرشد القرار ونساهم فيه.
دعونا نعترف، ان التواصل الاجتماعي، وما قيل ويقال فيه، أثار عقل الملك ومواقفه ورؤيته، بينما النخب مترددة، تعمل على ردود الفعل، وقد آن لها ان تصنع التأثير وتستبق القرار بالنقاش.