مقالة الملك والحوار البناء

 لامس البوح الملكي العفوي مشاعر الأردنیین بما حواه من عاطفة مشوبة بالقلق على ما یجري على الساحة الأردنیة ، جسد إنسانیة الانسان باحساس مفعم بمعاناة الاخرین ، ومشاركتھم أفراحھم وأحزانھم بخطاب صقلتھ التجربة وأنضجتھ الایام أشعل روح التحدي للنھوض بالمسؤولیة ، واداء الامانة للالتقاء على كلمة سواء، وتبادل الرؤیة والمشورة كخطوة أولیة رائدة لحوار دائم لا ینقطع یؤكد على الھم الاردني الواحد ، ویصنع رؤیة مشتركة تفضي الى ایقاع منظم لادارة الازمات ومواجھة الصعوبات، وارساء دعائم الاستقرار، وتشخیص الداء ووصف الدواء،مما ابھج كل مواطن اردني غیور لیشد على ید الملك لأخذه زمام المبادرة واستنفار الاخرین ، ذلك لأن أي أمة ینقطع فیھا الحوار البیني ستبقى عقیمة لا ینتج عنھا أي شيء ویؤدي في نھایة المطاف الى خلق .مناخ ضبابي یغذي بؤر الفوضى ، والتشكیك في كل شيء ، ونكران الجمیل ، مما یحز في النفس ویصب الزیت على النار والھاشمیون لم یكونوا من قدیم الزمان طلاب متاع ھذه الدنیا الفانیة لولا ان طلب منھم ذلك ، وما كانوا لیتأخروا عن أداء الواجب ، والمشاركة في الدفاع عن قضایا أمتھم العربیة الماجدة ، أو مھادنة أي طاغیة أو ظالم كائنا من كان ، یشھد بذلك تاریخھم المضيء الحافل بالشھادة والتضحیات الجسام ، ولیسطروا ماسطروا مما یسر العین ویرضي الضمیر ویریح الفؤاد ، وھم الذین تنازلوا طوعا عن السلطة .في عام الجماعة أیام الخلافة ، حقنا لدماء المسلمین على ھدي سنة نبویة مشرفة تلحق بھم التالي وتعید الیھم الغالي والاردنیون الذي أوفوا بالعھود القابضین على جمر الصمود ، الشعب الصغیر بامكانیاتھ ، الكبیر بطموحاتھ ، العالي بمعنویاتھ وصموده المنقطع النظیر ، وصبره اللا محدود على الظروف الصعبة غیر المواتیة ، وقلة الفرص المتاحة لیثبتوا بأنھم عصامیون من الطراز الأول ، ویصنعون المعجزة الاردنیة التي أثارت اعجاب العالم شرقھ وغربھ ، وكل ذلك كان من البدایة المخلصة التي تربت علیھا الأجیال الاردنیة المتلاحقة ، والقیم والاعراف المتوارثة ، والعطاء المستمر في سبیل الواجب ، لیبقى العلم الاردني خفاقا في سماء الوطن رمزا .للفداء من اجل العروبة والاسلام وعملیة الاصلاح التي لایستطاع بلوغھا الا بأداء جماعي فعال ، والتي التفت حولھا الفعالیات الرسمیة والشعبیة ، جاءت لتفادي الاخطاء والسلبیات التي شابت المسیرة الاردنیة الطویلة كظاھرة لاینفك عنھا اي عمل او جھد مبذول یشوبھ النقص ، ولا یبلغ مرحلة الكمال ، لتحقق أھدافھا المرسومة من خلال ارساء دعائم الدیمقراطیة ، وتحقیق العدالة الاجتماعیة ، وایصال الدعم لمستحقیھ ، واعادة ھیكلة الادارات والمؤسسات ، وتجوید ادائھا وتجدید خطابھا لینسجم ویواكب مفھوم الشعب وتطلعاتھ ، وھو امر یتطلبھ التغییر وسنة الحیاة الذي لابد ان ینعكس ایجابا على رأي موحد یشعر بالاطمئنان على المسیرة الاردنیة الصامدة على الرغم من قوى الشد العكسي المزمن التي لن تزید الاردنیین الا اصرارا على مواصلة المسیرة الواعدة التي قطعت اشواطا متقدمة بوحي من شعارات المراحل المختلفة المعبرة عن واقع الحال مثل الاردن أولا ، وكلنا الاردن التي عبرت عن أولویات الاردن الملحة التي یحتاجھا المواطنون بالفعل بمختلف المجالات وھو .امر یستحقونھ بامتیاز والاعلام سلاح ذو حدین فاما ان یكون وسیلة للتقدم والنھوض ، او یصبح اداة ھدم وتخریب بعد ان اصبح یھیمن على توجھات الرأي العام ، ویوظفھا كما یشاء في خلط متعمد للأوراق ، والتضلیل المبرمج لغایات غیر مشروعة لاتمت الى الحقیقة والواقع بصلة ، ولا الى حریة التعبیر والنقد البناء الذي لاغنى عنھ للتوجھ الدیمقراطي المعاصر وحقوق الانسان ، الأمر الذي یتطلب أنظمة وقوانین فاعلة لضبط ھذا المكون المؤثر ، وانشاء ھیئة رقابیة مستقلة لملاحقة الفئات الضالة لیعود الاعلام منبرا للرأي الحر ، والارشاد والتوعیة ، بعیدا عن .الممارسات التجاریة والغوغائیة المبتذلة ، والفئات المغامرة التي دأبت على تفسیر الوسطیة و التسامح الاردني بطریقة ساذجة