أخطر وعد في التاريخ


في الذكرى»101» لوعد بلفور المشؤوم، والتي صادفت الثاني من الشهر الجاري، لا نملك ونحن نتجرع مرارة هذا الوعد..الا التأكيد على جملة حقائق اهمها:
ان هذا الوعد هو أخطر وعد يشهده التاريخ، وقد لا يشهد وعدا أخر بخطورته وقذارته، حتى تقوم الساعة..
فهذا الوعد، علاوة على أنه أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، فانه لأول مرة في التاريخ يقيم دولة لاناس غرباء ، على ارض ليست لهم، والغريب، لا بل والمفجع في هذا الامر، أن نجد دولا تدعي الحرص على حقوق الانسان، قد ساندته، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية، فلقد عرضت بريطانيا على الرئيس الامريكي « ولسن» الوعد» قبل الاعلان عنه فوافق عليه،كما وافقت عليه فرنسا، ومؤتمر «سان ريمو»..وعصبة الامم التي طلبت من بريطانيا –كما ورد في صك الانتداب، وفي البند الثاني منه- تنفيذ «الوعد»، واقامة وطن قومي لليهود في فلسطين...هذه هي الحقيقة الاولى..
الحقيقة الثانية : وهي لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي أن شعبنا وقد رفض هذه المؤامرة، منذ اللحظة الاولى لاعلانها، فانه لم يتراجع عن رفضه ومقاومته..والتصدي لنتائج وتداعيات هذا الوعد-الكارثة، والتي تجلت في كارثتين هما:
اقامة الكيان الصهيوني العنصري الفاشي على 78% من ارض فلسطين العربية..
وتشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني «950» الفا عام 1948» أصبحوا اليوم أكثر من «6»ملايين لاجىء مشتتين في اربعة رياح الارض..
الثالثة: ومن أخطر تداعيات هذا القرار ونتائجه والتي ستبقى، حتى يتم اقتلاع الغزوة الصهيونية من جذورها هي: الحروب التي نشبت ولا تزال مشتعلة، وحالة عدم الامن والاستقرار التي ضربت المنطقة، والتي تشبه «التسونامي» في خطورتها ، وقد فشلت كل الجهود العربية والفلسطينية حتى الان، في صد هذا الوباء.. لا بل انتشر، كما ينتشر السرطان..بفعل دعم ومساندة أميركا وبريطانيا ودول الغرب عموما.
ومن المؤسف، ان دولا عديدة استسلمت لهذا الوباء، واعترفت بعدم قدرتها على مقاومته واجتثاثه.. ومن هنا.. دعت الى مساكنته، والتعايش معه، وقد أصبح مرا واقعا.
الرابعة : أيقن الشعب الفلسطيني ومن واقع تجربته، ومعرفته بالحركة الصهيونية، ومن واقع اصراره على الاشتباك معها..أن لا بديل من التصدي لهذا الوباء ومقاومته بكل الوسائل والسبل، ففجر ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936، رافضا مهادنته، أو ساكنته، و قد تأكد أن الصهيونية حركة عنصرية فاشية لا تعترف بالاخر، وتصر على نفيه من وطنه، وتشتيته في اربعة انحاء المعمورة.
الخامسة: فرغم مرور «101» عاما على هذا الوعد –الكارثة، والذي تسبب باخطر واعظم كارثة ونكبة تضرب شعبا بكامله، فان الشعب الفلسطيني بوعيه وبصيرته، وتراكم خبراته النضاليه، وهو شعب الجبارين..كما وصفه رب العزة.. لم يضيع البوصلة، وأصر على التمسك بها رغم الانواء العواصف الصفراء، وذلك برفضه لهذه المؤامرة القذره، ورفضه لنتائجها وتداعياتها الكارثية.. واصراره على مواجهتها مهما بلغت التضحيات، واقتلاع الكيان الصهيوني من جذوره، فالمعركة ليست معركة حدود كما يحاول تصويرها قصيرو النظر، بل معركة وجود..ان تكون..أو لا تكون.
ومن هنا يتصدى ببسالة منقطعة النظير.. لـ»صفعة» القرصان ترامب، وسيسقطها.
ومن ناحية أخرى، فشعبنا لم ولن يغفر لبريطانيا مؤامرتها القذرة، وعدوانها المستمر، على شعبنا، وقد رفضت حتى الان ان تعتذر عن جريمتها المروعة، البشعة، والمتمثلة بزرع الكيان الصهيوني في ارض فلسطين العربية.. وتهجير اكثر من نصف شعبها.
باختصار...
في الذكرى الاليمة لوعد بلفور المشؤوم.. يثبت شعبنا جدارته لاعز واغلى واقدس الاوطان، ويثبت انه لم يضيع البوصلة، رغم جسامة التضحيات وكثرة المؤامرات.. باصراره على رفض الوعد- المؤامرة.. الوعد الكارثة... واصراره على رفض نتائجه وتداعياته، واصراره على اقتلاع الغزوة الصهيونية من جذورها طال الزمن ام قصر..