آزروا حملة القلب الواحد!


يقال أن أبانا آدم حينما أخرج من الجنة هبط إلى أرض الصومال، وكان ثمة اختلاف كبير بين حياة الجنة التي كان يتنعم فيها آدم وزوجته حواء، وبين الحياة على الأرض، وخاصة في الصومال تحديدا، وتلك مفارقة يستدعيها المرء والصومال يعيش مجاعة مريعة، فيما يعيش آخرون قريبا منه حالة تخمة مريعة ايضا!

في الجنة لا جوع ولا عري، يقول رب العزة ( إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى

وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لّا يَبْلَى فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) إذن من الجنة إلى أرض الصومال مباشرة..

ارض الصومال قديمة قدم التاريخ لكن اختلاف المؤرخين كان ومازال في تاريخ الإنسان الصومالي .. هل هو امتداد لإنسان هضبة الحبشة الكبرى التي كانت تضم السودان واثيوبيا والصومال القديم , أم أن مفردة الصومالي حديثة لاتتجاوز ال 800 عام، وهنا يخرج ياقوت الحموي من معجم البلدان ويسافر ابن بطوطة إلى أول ساحل بعد جزيرة العرب .. ويأتي بخبر مفاده أنه نزل بأرض صحراوية مسيرة شهرين أو أكثر وأن بها رجالاً طوالاً سمر الملامح يسكنون الخيام ويرعون الإبل ولايمشي الرجل منهم إلا ورمحه على ظهره , وأنه ما فهم لغتهم لكنه صلى خلفهم إذ أنهم شافعية المذهب مسلمون جميعاً , وأنه لم يستوعب من كلامهم سوى كلمةً واحدةً كان يسمعها في كل خيمة نزلها .. كان كل مضيف يهرع إلى إبله وينحر واحدةً منها لابن بطوطه وحين يبدأ السمر والليل ينادي ابنه أو عبده ويقول له : (سومال) .. وهي أشهر مفردات البادية الصومالية وتعني : احلب الناقة للضيف!!

وتلك مفارقة أخرى، فالاسم المشتق من الكرم والبذل، ها هو يحمل معنى الجوع والعوز، وتنقل لنا الأنباء ما لا يمكن تصديقه بسهولة، حيث يواجه 3.6 مليون شخص هناك خطر الموت جوعا...

المهم حين عاد ابن بطوطة من أرضهم التفت إليها وقال .. هذه أرض الصومال !

وعلى وقع هذا الجوع اللعين، تنطلق في ارض الخير، أرض الحشد والرباط حملة خيرة تجد التفافا شعبيا كبيرا، حملة حملت اسما موحيا: القلب الواحد لإنقاذ الصومال، منسق الحملة الاسير المحرر الصديق سلطان العجلوني يقول ان جمعية العروة الوثقى ستتولى رعاية الحملة بعد ان حصلت على موافقة وزير التنمية الاجتماعية، والاستعدادات جارية لبدء استقبال التبرعات فيما يتواصل المنظمون مع بعض هيئات الإغاثة العالمية الموثوقة ليتم إيصال التبرعات للمستحقين عن طريقها، الصديق العجلوني امتدح ردود الفعل الشعبية الايجابية حيث تجاوز عدد المنضمين الى صفحة «الفيس بوك» الخاصة بالحملة 7 الاف ،في حين لاقت الحملة اهتماماً اعلامياً وأعلنت بعض وسائل الإعلام المسموعة والمرئية استعدادها لتخصيص يوم بث كامل لجمع التبرعات، كما تم تشكيل فريق الكتروني لإدارة الصفحة يشرف عليها على مدار الساعة ويجري العمل على تصميم موقع متخصص، وشكل ناشطون فريقاً فنياً لانجاز الرسومات والتصاميم والمواد الصوتية والمرئية، كما رحب منسق الحملة بالمتطوعين للعمل الميداني في كافة المحافظات، وامتدح الاعلاميين الذين بادروا لمؤازرة هذا الجهد الانساني، وها أنذا أشارك بجهد متواضع، فأدعو من يستطيع لبذل جهده في إنجاح هذه الحملة، سائلا الله أن يكون جهد الحملة ومنسقها ومتطوعوها في ميزان حسناتهم..



hilmias@gmail.com