مقالة الملك على وجع الناس (1)



الأردن رقم واحد في العالم في استخدام الفيسبوك بمقارنة نسبة عدد السكان الى عدد مستخدمي الفيسبوك حسب إحصائية أمريكية، اطلعنا عليها شبابنا النشامى في إدارة البحث الجنائي.
اللهم زد وبارك، فلشعبنا 6 ملايين حساب نشط فعّال على الفيسبوك !! مما يعني اننا «شعب فيسبوكي» بامتياز. ولشعبنا 4 ملايين حساب نشط فعّال على الواتساب. ولشعبنا مليون حساب نشط فعّال على تويتر !! ولشعبنا الحبيب آلاف الحسابات النشطة الفعّالة على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. ونحن فوق هذا وذاك نستخدم 18 مليون هاتف ذكي، عدا عن الهواتف الغبية، خابرينه «أبو طقة سودا وطقة حمرا» ؟.
منصات التواصل الاجتماعي تكون كما نريدها وكما نستخدمها. فهي خير وثقافة ومعرفة واتصال بالعالم واطلاع على آخر ما يحدث فيه وفي مختلف أنشطة الانسان العلمية والطبية والثقافية والاقتصادية والرياضية والمالية، إذا سخّرناها للخير، و شرٌ و دمارٌ إذا استخدمناها للشر والاذى.
يقول الملك في مقالته امس الأول: « توفر تلك المنصات الالكترونية، كفيس بوك وتويتر وغيرها، لنا جميعا صوتا مسموعا وفرصا غير مسبوقة للتواصل، لنعرب عمّا يجول في خاطرنا ونتبادل الآراء لنلتف حول القضايا المحورية والإنسانية، ونسلط الضوء على القضايا المصيرية ونناقشها، بل ونبني عليها، ان كان الحوار بناء».
ويحدد الملك المشكلات فيقول: «فحين نتصفح منصات التواصل الاجتماعي نصطدم أحيانا بكمٍّ هائل من العدوانية، والتجريح، والكراهية، حتى تكاد تصبح هذه المنصات مكانا للذم والقدح، تعج بالتعليقات الجارحة والمعلومات المضللة، والتي تكاد أحياناً تخلو من الحياء أو لباقة التخاطب والكتابة، دون مسؤولية أخلاقية أو اجتماعية أو الالتزام بالقوانين التي وجدت لردع ومحاسبة كل مسيء».
يجدر ان ندقق في مقالة الملك تلك التي أشعلت الاضوية الحمراء امام الاستخدام الجنائي لمنصات التواصل الاجتماعي التي لاحظنا ان خطاب الكراهية والغلظة والجلافة قد مسّها في تعليقات تعرضت حتى لابنائنا الشهداء الذين قضوا في فيضانات الخميس المشؤومة.
ويجدر ان نعرف ان هذا الفضاء الواسع الشاسع مليء بالمتربصين وان كل أجهزة استخبارات العالم تعمل فيه وكذلك شبكات البغاء والإرهاب والمخدرات وتبييض الأموال وتجارة الأعضاء والمنهوبات والمسروقات من الاثار والايقونات والتحف الحقيقية والمزورة.
ويكفي ان تعرف ان الموساد الإسرائيلي قد بنى شبكة تدخل وتخريب و تضليل على منصات التواصل والفضاء الالكتروني اسمها الوحدة 8200 يديرها ويشرف عليها خبراء مختصون يتقنون كل لغات ولهجات وعادات الاقليم هدفها اثارة الفتنة في مجتمعاتنا بعشرات الاشكال والوسائل.