ضد الإرهاب دائمًا

ضد الإرهاب دائمًا
حمادة فراعنة
حسناً ما فعلته حركة حماس، عبر عضو مكتب العلاقات الدولية لديها باسم نعيم في تصريح له حمل أسف حركته على ما أعلنه حرفياً « الهجوم الإرهابي الجبان على المعبد اليهودي – شجرة الحياة في بيتسبورغ لدى ولاية بنسلفانيا الأميركية « وحسناً فعل حينما أضاف أن « الفلسطينيين كضحية لإرهاب الاحتلال الإسرائيلي أكثر من يعرف معنى الإرهاب وآثاره المدمرة « على المجتمع والحياة، وعزا إدانته للحادث الإرهابي ليس فقط لأنه ينسجم مع رفض الفلسطينيين للإرهاب كوسيلة عنف لا تتفق ومعايير حقوق الإنسان بالمس بالمدنيين، بل وأنه أيضاً ضد « دور العبادة – الكنيس ليؤكد أن الإرهاب لا دين ولا قومية له «.
منطق عصري تقدمي إنساني ما قاله باسم نعيم باسم حركة حماس، وهو منطق يهزم العدو الإسرائيلي ومن معه، وهو منطق يجب أن يشكل رادعا أخلاقيا وسياسة منهجية يلتزم بها النضال الفلسطيني بكافة مكوناته وأدواته ووسائله لأكثر من سبب :
أولاً : لأن الشعب الفلسطيني الذي يواجه الإرهاب ويعاني منه على يد المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وجيشه وأجهزته ومستوطنيه المستعمرين الأجانب، عليه أن لا يقبل الإرهاب ضد الأخرين ومعاناة السوريين والعراقيين والمصريين واليمنيين أكبر الأمثلة على ذلك.
ثانياً : لأننا نؤمن أن الديانات السماوية الثلاثة : اليهودية والمسيحية والإسلام على التوالي، مصدرها واحد ومرجعيتها واحدة، ولا يجوز المس بواحدة من قبل الأخرى، فالاجتهادات مختلفة ولكنها تصب في مجرى عقائدي واحد.
ثالثاً : لأن الصراع في فلسطين، صراع بين الشعب العربي الفلسطيني بمكوناته الأساسية المسلمين والمسيحيين واليهود ضد عدو الشعب الفلسطيني، الذي لا عدو له غيره : المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي الذي يحتل أرض الفلسطينيين، ويصادر حقوقهم وينتهك كرامتهم، على الرغم من استغلال الصهيونية لليهود، كما الحملات الصليبية للمسيحيين، ومثل استغلال داعش والقاعدة للمسلمين.
رابعاً : لأن العدو الإسرائيلي هو المتفوق، يحتاج الشعب الفلسطيني لعطف وإسناد وتضامن المجتمع الدولي، بكل مكوناته مع معاناة الشعب الفلسطيني ومع تطلعاته من أجل العودة والحرية، وإدانة الإرهاب وشجبه من أي كان يساهم في تفهم معاناة الفلسطينيين ويؤيد نضالهم المشروع والقانوني والإنساني.

ثمة نفاق من قبل بعض الأطراف الدولية لمذبحة معبد شجرة الحياة في بيتسبورغ الأميركية، وثمة مواقف غير مبدئية، حيث ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته وقطعان مستوطنيه من المستعمرين الأجانب، جرائم إرهابية مماثلة ضد الشعب الفلسطيني ومع ذلك لا يتحرك ضميرها وشجبها لأفعال الإسرائيليين الإجرامية، كما حصل لأطفال غزة الثلاثة الذين قتلوا على يد قوات الاحتلال وهم يلهون أو يصيدون، ومع ذلك سيبقى الشعب الفلسطيني وقواه الحية ملتزمة بمعايير حقوق الإنسان لأسباب ودوافع مبدئية جوهرية، وهي أن النضال الفلسطيني لا يحمل الضغينة لليهود أو لغيرهم، بل يحمل العداء والرفض للاحتلال وأدواته وأجهزته الذين يرتكبون الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني الذي سيواصل النضال مهما قدم من تضحيات في مواجهة العدو الإسرائيلي المتفوق، لأن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى مواصلة النضال لهزيمة العدو وتحقيق الانتصار مثل كل شعوب الأرض التي سبقتهم.
h.faraneh@yahoo.com