حادثة زرقاء ماعين.. دعونا نستمع للمتخصصين

ستعيش أحداث زرقاء ماعين وصور أطفالها طويلاً في ذاكرة الأردنيين، لتبقى شاهدةً على أننا ما زلنا نخطو الخطا الأولى في تحمل المسؤولية وما بعدها. فما شهدناه من جدل خاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن مسؤولية حادثة البحر الميت التي باتت تتشعب في التعامل معها ما بين لجانٍ وزارية ومتخصصة وفنية، بما يؤدي إلى أننا نرى أزمة موازية أخرى تتشكل في الآليات. فكثرة اللجان وتعدد مرجعياتها سيزيد حتماً من «الهوة» الآخذة بالتزايد ما بين الرسمي والشعبي، فبالرغم من أن جميع أطراف الأزمة، أو معظمها، اعترفت بالتقصير إلا أننا ما زلنا أمام رواية غير متماسكة لما جرى. ما زال الرأي العام رهين تأويلات وفرضيات تطرح عبر وسائل الإعلام و»السوشال ميديا»، إذ إن نتائج التحقيقات بحاجة إلى وقت ولجان كثيرة. العقل الرسمي لم يستوعب كل هذا البطء، فتأخر الروايات ولو بأبجديتها الأولى كانت محل تحذير كثير من المتخصصين في الإشاعة، ولكن إلى الآن الاستجابة الحكومية تسير ببطء أكبر. بينما الجدل يتسع والإشاعة أحياناً تنشط خاصة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أن الإعلام الرسمي ما زال في محل الدفاع، وتفنيد الروايات لأحداث البحر الميت، ومثالاً عليها

 
إشاعة سد زرقاء ماعين وفتح بواباته التي بينت أن الفيديو المتداول يعود لسد وادي الموجب قبل سنوات عدة. اضافةً لمتاهة كثرة اللجان، في كارثة كالتي جرت، يلحظ أن الجانب الأكاديمي يغيب عنها، إذ دفع الأردنيون في السنوات الأخيرة جل مقدراتهم في التعليم الجامعي المتخصص وأجريت عشرات بل مئات البحوث عن السطوح والمجاري والوديان المائية. وما زال الإعلام قاصراً عن الوصول إلى هؤلاء المتخصصين وطرح فرضية قوية، ربما تعزز الفرضية المتداولة بالهطول المطري المدفوع بتراوح ارتفاع جبال مأدبا عن وادي زرقاء ماعين المقدر بـ 1400 متر. إذ ما يزال في جعبتنا الكثير لنعيد الثقة للرسمي وروايته في حادثة زرقاء ماعين عبر اناطة الأمر والتحقق بالجامعات وبأكاديميين مشهود لهم وأفنوا عمرهم في البحث الأكاديمي. حادثة زرقاء ماعين، يجب أن تأخذ مجالها الأكاديمي من البحث والشرح ووضع مخرجات البحث العلمي على الطاولة لبحثها. رحم االله الشهداء في حادثة السيل، ووطننا عامر بقيادة هاشمية محبة، وبجامعات قادرة.. ولكن امنحوهم الدور ولنخفف من زحام حديث غير المتخصصين!