في انتظار نتائج التحقيق

إنه لمن واقع الحياة أن تحل بالاوطان، على مر الزمان، كوارث ذات آثار مفجعة، سواءً أكانت طبيعية أو نتيجة لممارسات وأخطاء بشرية. فهنالك الزلازل والرياح العاتية والاعاصير والفيضانات (تسونامي) وغيرها من الكوارث الطبيعية، وهنالك كوارث ناتجة عن القصور والفشل والضعف البشري مثل غرق السفن وسقوط الطائرات وأعمال القتل والارهاب، وغيرها. كما أننا نشاهد أحياناً تفاقم الآثار البليغة من خلال التلازم بين الكارثة الطبيعية والممارسة البشرية الخاطئة. ومن أمثلة ذلك عدم التزام البشر بالتوجيهات الصادرة لهم مسبقاً بضرورة رحيلهم أو إبتعادهم عن الأماكن التي يتوقع وصول الكارثة إليها. وفي جميع الأحوال التي تحدث فيها الكوارث، يجدر بجميع المواطنين أن يلتفوا حول أسر الضحايا والمصابين، مساندة وتراحماً ومواساة، وأن يعززوا ولاءهم وانتماءهم ودعمهم للوطن الجريح ومؤسساته التي هبّت لمواجهة الكارثة والتخفيف من نتائجها وآثارها المقيتة. هذا، وإنه لمن الطبيعي أن يسعى المجتمع ومؤسساته، بعد حدوث الكارثة، الى الحصول دون تأخير على المعلومات التي تُبيّن الظروف، الطبيعية أوالأخطاء البشرية أو كليهما، التي لعبت دوراً رئيساً في حدوث الكارثة، وبالتالي محاسبة المقصرين. ولكنه من المؤسف حقاً أن يبادر البعض، في مثل هذه الاجواء الأليمة، الى استخدام وسائل التواصل الإلكتروني لترويج المعلومات غير الموثقة، وإثارة الشبهات، وتبادل إلقاء اللوم جزافاً،

 
والاساءة للآخرين، بقصد أو بغير قصد. وفي هذا السياق، يلزم القول أنه من البديهي، في مثل هذه المواقف، أن لا تكون المعلومات المتكاملة والدقيقة والمفيدة جاهزة بعد، لأن الأصل أن يسبق ذلك استكمال التحقيق في جميع ملابسات وظروف الكارثة. وأخيراً، فإنه يجدر بالجميع أن يقتنعوا بضرورة استكمال التحقيق للوقوف على ظروف الكارثة وملابساتها كافة، وبالتالي التحلي بالصبر وممارسة ضبط النفس، تجنباً للتضارب والتشويش، وحرصاً على مشاعر أسر الضحايا والمصابين، وذلك «في انتظار نتائج التحقيق».