ماذا بقي للنظام السوري من جرائم يستر بها عريه المخزي

نستطيع ان نقول بكل ثقة بان النظام السوري الجاثم على صدر شعبه منذ اربعين عاما فقد شرعيته، وظهر علنا بانه عصابة من المجرمين القابضين على السلطة، وما يحدث في زانزينه من تعذيب لكل من يعارض هذه العصابات لا يخطر على بال حتى مؤلفي سيناريو افلام الرعب.

السعودية تحرك وجرت ورائها الخليج العربي ، روسيا تراجعت عن دعم هذا النظام لدموي، حتى صانعته وحليفته إيران لا تجد ما تبرره،اذا ارادت مساندة موقف القتل والذبح. وموقف حزب الله ليس ببعيد حيث لا يجروء السيد حسن نصر الله إلى مناصرة النظام السوري وتبرير أعمال وحشية الشيطان بشار واخيه العفريت ماهر.

ما يحدث اليوم في سوريا لم يعد يقبل النقاش،والحجج السخيفة ،  فالمظاهرات قليلة العدد، تزداد يوما بعد يوم وانتقلت من مرحل الريف والقرى إلى دخول المدن الكبرى، ويدرك النظام السوري انه لن يستطيع إيقاف هذا المد الهائل وانه بات ضعيفا و أن قمعه صار مستحيلا، وكل ما يفعله حالة انتقام،فقط .

لم أكثر من الكتابة حول الوضع السوري ولكني تتبعت سير الثورة السورية يوما بيوم ولا اخفي أنها تعنيني أكثر من جميع الثورات العربية ، بالرغم من أن سوريا دولة دعمت مقاومة حزب الله واستضافت بعض رموز حماس ، والمنقلبين سابقا على فتح، إلا أن حزب الله لم يعد يهمني كثيرا بعد أن كشف عن هويته الطائفية، وأما حماس فأهميتها في الشعب المناضل في غزة وليس لدى الباحثين عن المناصب في دمشق وطهران.

ما حدث في تلكلخ وحماة ودرعا وحمص وصمة عار على جميع الوطن العربي، فلا يوجد أدنى مبرر لسكوت استمر لعدة أشهر ونحن نرى عصابات الأسد تفتك بالأبرياء، ولا ندري ماذا نصنف عمليات التظهير العرقي هذه وأهدافها هل هي طائفية أم سياسية، ام ام، المهم كان يجب أن يكون تدخل عربي فوري لإنقاذ شعب أمام عصابات.

طبعا اجرام النظام السوري ليس بجديد فما يروى  من عقود على ما يحدث هناك لا يخفى على احد، من وسائل تعذيب وسجن بدون محاكمة، وتصفية لأي معارض، وانحطاط غفي أدنى درجات التعامل مع المعتقلين السياسيين، وحتى مع المواطن السوري،ومع ذلك وجدنا من يشد على هذا النظام ويدعي بانه مقاوم ومناهض للغرب وينسى انتهاكه لحقوق الانسان ضد شعبه.

النظام السوري لوحده يستفرد ضد الشعب الأعزل وقد استفرغ كل خطاباته التي استعملها مبارك والقذافي من وجود حركات سلفية، وإرهابية، والكل يعرف أن الإرهاب كلمة ملاصقة للنظام السوري وجرائم أجهزة مخابراته، المفضوحة والمشهود عليها، والذي سخرها لقمع المخالفين له في سوريا وأثناء احتلال لبنان ، لصناعة المد الشيعي ، باسم حماة المقاومة وحماية لبنان، والسكوت الأمريكي على ما يرتكبه نظام بشار الأسد عرى هذا النظام بأنه عميل مقبول أمريكيا وتعتبره  إسرائيل درعا واقيا لحدوها.وعندما يستعمل هذا النظام الطائفي

كان على المتسترين بالمقاومة كيف يسمون هذا النظام المنفصل من الداخل وغير المنسجم في معناه ، بأنه قومي وهو يتعامل مع إيران منذ ثلاثة عقود، فان كل مبادئ القومية في حزب يدعي انه بعثي قومي اشتراكي، وهو يسخر كل أمواله لخدمة اخطر مشروع قومي على الأمة العربية بعد المشروع الصهيوي أمريكي، فإيران بعد الخوميني عادت إلى فكر المد الاممي للتشيع وهذا لم يدخل إلى خاصرة العرب سوى عبر سوريا وحزب الله، وقريبا قد ينفجر في دول الخليج.

المقاومة السورية اشتعلت ولن تتوقف أمام حاجز الانتقام، والمنحى الواضح اليوم انتقالها إلى تصعيد سلمي خطير يعتمد على صناعة انهيار اقتصادي للنظام السوري الذي كان يجب أن يرتقي في سوريا لولا انه منهوب لصالح عائلة الأسد وبحجة حماية السوق الداخلي خصخصت الشركات لمخلوف وأمثاله، وبحجة وصاية البعث اغتصبت الحرية السياسية، وبحجة دولة الممانعة فرضت الطوارئ.

كل المصطلحات تلك كانت لا تقنع احد ولكن دولة زعران وشبيحة المخابرات الذين شمروا على أيديهم ، ونزلوا إلى الشوارع وطالما هؤلاء يسعون اليوم غالى صناعة إصلاح شكلي، وتجميله عبر مهرجيهم في شاشة التلفزيون السوري فإنهم لايدركون ملاحظة هامة أنهم لم يعودوا مقبولين والسلاح و زنازين التعذيب لن توقف إرادة الشعب السوري بخلع هذا النظام الوهمي الذي لا يجد من يدافع عنه دليل مقنع واحد، ومهما عظمت التضحية وصعبت حتى وصلت إلى تشويه وتعذيب أجساد الأطفال فان الحقيقية قادمة والله يريد تعرية نظام بشار الأسد.

الشعب السوري اليوم يدرك أن آخر أوراق النظام تحريك الورقة الطائفية بعد إن ثبت بأنه لم يعد يستطيع الثقة سوى بالفرقة الرابعة التي يقودها المجرم ماهر الأسد، ومع كثرة الخناق ممكن أن يزداد الانشقاق في الجيش السوري بعد فضيحة قتل كل من يرفض إطلاق الرصاص على الأبرياء.

النظام السوري ليس بعثيا ولا اشتراكيا هو طائفي علوي، يملك شكليات من الطوائف الأخرى، وتختزل الطائفة بعائلة الأسد وهذا شابه مايكون سياسيا واقتصاديا بحكم الإقطاعيات الأوربية في العصور الوسطى عبر تحالف الكنيسة والأنظمة الحاكمة فكهنة العلوين وشيعة إيران وخطباء القومية ينوبون عن الكنيسة ولكن الم الشعبي سيطهر سوريا من كل هؤلاء وسيشنق البعث الفاسد على باب توما.

Omar_shaheen78@yahoo.com