د. أحمد أبو غنيمة يكتب: الشعب الأردني العظيم يستحق الأفضل !!!!!

مرة تلو مرة نتابع بأسف شديد الأنباء التي تتحدث عن استحكام بعض البلطجية والزعران الذي تغض الحكومة وأجهزتها الأمنية الطرف عنهم، في الإعتداءات التي تستهدف ثلة مؤمنة من أبناء شعبنا الأردني العظيم في فعالياته ومسيراته السلمية المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد !!!!
لا أدري ما هي المسوغات التي تسوقها الحكومة وأجهزتها الأمنية في استمرار سياستها في غض الطرف عن هؤلاء البلطجية واعتداءاتهم بالأسلحة البيضاء بحق مواطنين عُزّل إلا من إيمانهم بضرورة وجود أردن قوي يحمي أبناءه من تغول الفساد والفاسدين، وفي حقهم كما هو حق أبنائهم في حياة حرة كريمة لا تنتظر أن تحصل على حقوقها بهبات أو تبرعات من هنا وهناك !!!!
استهداف البلطجية لمجموعة كريمة من أبناء شعبنا الأردني العظيم في الكرك الأبية بالإعتداء الآثم تحت نظر وسمع أجهزة الأمن كما أفادت التقارير، لا يحمل في طياته سوى معنى واحداً، وهو أن الحكومة واجهزتها الامنية لا تنظر لهؤلاء المواطنين بأنهم أردنيون ينتمون لهذا البلد وقدم أجدادهم كما آبائهم وهم على الطريق نفسه سائرون الخير كل الخير لهذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً، لم ينتظروا ولا زالوا أن يتقدم إليهم أحد بالشكر أو التقدير لخدمتهم وطنهم وتفانيهم للعمل على رفعته ونمائه وقوته. صبر آباؤهم كما أجدادهم في كرك الهية على ضنك العيش وقسوته في سبيل التخلص من حكم جمعية الإتحاد والترقي التركية في بدايات القرن الماضي، وقدموا خيرة رجالهم ونسائهم شهداء على مقصلة ذلك الحكم الجائر لرجال الإتحاد والترقي المحكومين بالصهوينة والماسونية العالمية في ذلك الوقت، وكانت لهم بعد ذلك وقفات ووقفات في تثبيت أركان الدولة الأردنية في عهد الإمارة والمملكة إلى عهدنا هذا.
شعبنا الأردني العظيم برجاله ونسائه وشبابه وفتيانه، لا يستحق أن يُقابل من الدولة وأجهزتها بهذه القسوة وهذا الإعتداء الآثم، فمن خرج منهم في المسيرات والفعاليات للمطالبة بحقوقنا السياسية وصون كرامتنا وحرياتنا والتي تنبهت الدولة أخيراً انها منقوصة واعتراها تعديات وتجاوزات كثيرة في السنوات الماضية في المجالات السياسة والإقتصادية والإجتماعية، يستحقون من الدولة ان تنحني لهم أكباراً وإجلالاً لروحهم الوطنية الرفيعة التي تمثلت في سمو الهدف ونضج الوسيلة التي اتبعوها في التعبير عن حقوقهم التي كفلها الدستور الأردني لهم، فلم يُسجل على كل من خرج في مسيرة أو فعالية او مهرجان أنهم تجاوزا القانون او اعتدوا على ممتلكات عامة او خاصة ، بل كانت فعالياتهم منذ انطلاقتها مثالاً يُحتذى في السِلمية في التعبير عن الرأي وفي الحرص الشديد على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، فهم لم ولن يكونوا من دعاة الفتنة أو التحريض أو الفوضى في مطالبهم المشروعة، بعكس أؤلئك الذين تُجيّشهم الدولة وأجهزتها في مناسبات عدة للتخريب والإعتداء والشتم والتعرض للأعراض - بحجة الولاء للملك - للذين يطالبون بحقوقهم الدستورية !!!
الشعب الأردني العظيم الذي يخرج في مسيرات وفعاليات سلمية للتعبير عن  انتمائه لوطنه وترابه الطهور، يستحقون من الدولة والحكومة والأجهزة الأمنية كل تقدير واحترام، لأنهم يعبّرون عن حِس وطني مرهف صادق في انتمائه ومخلص في وفائه ومؤمن بأن الأردن القوي هو الأردن الذي يحترم مواطنيه وحقوقهم الدستورية بعيداً عن اسلوب البلطجة والترهيب والتخويف الذي لا يُجدي نفعاً مع شعب عزيز كريم يصبر على الشدائد ولكنه لا يصبر على الضيم مطلقاً مثل شعبنا الأردني العظيم.