دائرة الشؤون الفلسطينية ...لماذا ؟؟ بقلم / م. احمد محمود سعيد
لماذا لا تتحوّل دائرة الشؤون الفلسطينيّة
الى مديريات لتنمية وتنظيم المخيّمات الفلسطينيّة
إذا لم يكن هناك أي إلتزامات على الحكومة الأردنيّة للجهات الدوليّة بتأسيس دائرة مستقلّة للشؤون الفلسطينيّة تتبع وزارة الخارجيّة فلماذا تمّ تأسيس هذه الدائرة من الأصل خاصّة انها فعليّا
تهتمّ بشكل اساسي بالمخيمات الفلسطينيّة بالتعاون مع الوكالة الدوليّة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الاونرواUNRWA) .
مهام وصلاحيات دائرة الشؤون الفلسطينية:-
صادرة بالاستناد إلى المادة 22 من نظام تنظيم وإدارة وزارة الخارجية رقم 34 لسنة 1971
المادة 1- تسمى هذه التعليمات ( تعليمات مهام وصلاحيات دائرة الشؤون الفلسطينية لسنة 1971 ) ويعمل بها من تاريخ نشرها في الجريدة الرسمية.
المادة 2- تتولى دائرة الشؤون الفلسطينية المهام والصلاحيات التالية :-
1. رصد ودراسة وتحليل الأمور المتعلقة بالشؤون الفلسطينية في داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وخارجها.
2. متابعة الشؤون الفلسطينية عربياً وإسلامياً ودولياً.
3. المشاركة في أعمال اللجنة الأردنية الفلسطينية المشتركة في مجال دعم صمود أبناء الأرض الفلسطينية المحتلة.
4. تنظيم الاتصالات التي تنظمها أعمال وكالة الغوث الدولية وتنسيقها مع الوزارات والدوائر الحكومية.
5. التنسيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في تقديم الخدمات العامة وفقاً للاتفاقية المبرمة بين الحكومة والوكالة بهذا الخصوص.
6. القيام بزيارات لمؤسسات وكالة الغوث الدولية في المملكة ومتابعة شؤون تلك المؤسسات.
7. الإشراف على شؤون اللاجئين والنازحين ومعالجة قضاياهم وإدارة شؤون المخيمات في محافظات المملكة بالتنسيق مع الوزارات والدوائر الأخرى.
8. توزيع المواد التموينية على النازحين.
9. دراسة قضايا أبناء الأرض الفلسطينية المحتلة ذات العلاقة بالدوائر الحكومية والمؤسسات العامة والأهلية والتنسيق بين الأجهزة المختصة لمعالجتها.
10. التنسيق مع الوزارات والدوائر المختصة في تنظيم عملية انتقال الأشخاص عبر الجسور والمساهمة في حل القضايا التي تنشأ خلال مدة زيارة أبناء
الأرض الفلسطينية المحتلة للمملكة أو الإقامة فيها أو السفر عبرها إلى الخارج.
11. التنسيق مع الوزارات والدوائر المختصة في تنظيم دخول إنتاج الأرض الفلسطينية المحتلة الزراعي والصناعي إلى المملكة وتحديد الكميات
المسموح بدخولها إليها .
المادة 3– يكون المدير العام مسئولا أمام وزير الخارجية عن حسن سير العمل في الدائرة وعن قيامها بالمهام والواجبات المنوطة بها بموجب هذه التعليمات.
التطور التاريخي لدائرة الشؤون الفلسطينية:-
1. وزارة اللاجئين
الفترة من 1949 إلى 1950
2. وزارة الإنشاء والتعمير
الفترة من 1950 إلى 1980
3. اللجنة الوزارية العليا لشؤون الأرض المحتلة
الفترة من 1967 إلى 1971
4. المكتب التنفيذي لشؤون الأرض المحتلة
الفترة من 1971 إلى 1980
5. وزارة شؤون الأرض المحتلة
الفترة من 1980 إلى 1988
6. دائرة الشؤون الفلسطينية
الفترة من 1988 حتى تاريخه
قرارات دولية خاصة بالاجئين
قرار الجمعية العامة رقم 194 سنة 1948
تقرر وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن الممتلكات للذين يقررون عدم العودة إلى
ديارهم، وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب وفقاً لمبادئ القانون الدولي.
قرار الجمعية العامة رقم 273 سنة 1949
قرار الجمعية العامة القاضي بالقبول المشروط لإسرائيل في الأمم المتحدة
قرار الجمعية العامة رقم 513 سنة 1952
نلاحظ بأسف أن اللجنة كما أوردت الفقرة 87 من التقرير، لم تستطع أن تتم مهمتها بمقتضى قرارات الجمعية العامة، وأن القرارات المشار إليها لم تنفذ بعد ولا سيما بالنسبة إلى إعادة
اللاجئين الراغبين في العودة إلى دورهم.
قرار مجلس الأمن رقم 237 سنة 1967
دعوة إسرائيل إلى احترام حقوق الإنسان في المناطق التي تأثرت بصراع الشرق الأوسط 1967، كما يدعو حكومة إسرائيل الى تأمين سلامة وخير وأمن سكان المناطق التي جرت فيها
عمليات عسكرية، وتسهيل عودة أولئك الذين فروا من هذه المناطق منذ نشوب القتال.
قرار الجمعية العامة رقم 3236 سنة 1974
إن الجمعية العامة وقد نظرت في قضية فلسطين، واستمعت إلى بيان منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة شعب فلسطين، وقد استمعت إلى بيانات أخرى ألقيت خلال المناقشة، وإذ يقلقها عميق
القلق أنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى حل عادل لمشكلة فلسطين.
فإذا كانت كل هذه القرارات الأممية والضغوط العالميّة لم ولن تستطع أن تؤثّر على الموقف الإسرائيلي في قضيّة اللآجئين أو القضيّة الفلسطينيّة بشكل عام فهل تستطيع دائرة أو حتّى
وزارة أردنيّة أن تفعل ذلك؟؟؟؟
ومن خلال التطور التاريخي لتعامل الحكومة الاردنية مع هذا الموضوع ابتدأبتشكيل حكومة للا جئين الفلسطينيين لسنة واحدة (1949-1950)وثم تشكيل وزارة للإنشاء والتعمير لمهمّة
توزيع المساعدات بدء من إنشاء المخيمات على الاراضي الاردنية بما فيها الضفّة الغربيّة وقد استمرت هذه الوزارة على فترات حتّى عام 1980 وقد عملت تلك الوزارة لمعالجة تدفق
النازحين الفلسطينيين بعد نكسة حزيران 1967 وبعد تلك النكسة تمّ تشكيل اللجنة الوزارية العليا لشؤون الارض المحتلّة حيث عملت تلك اللجنة حتى عام 1971 وبعدها تم تشكيل المكتب
التنفيذي لشؤون الارض المحتلّة الذي عمل حتى عام 1980 حيث تم تشكيل وزارة شئون الارض المحتلّة والتي عملت حتّى عام 1988 حيث تمّ فك الارتباط الاداري والقانوني بالضفّة
الغربيّة للملكة الاردنيّة الهاشميّة والتي إحتلّتها إسرائيل من الجيش الاردني عام 1967 وكان يتوجّب على القادة العرب والقادة الفلسطينيون الصبر حتّى يقوم الاردن بإستعادتها وثمّ يتم
بلورة الموقف من الشعبين الاردني والفلسطيني ومنذ عام 1988 اصبح حديث الحكومة الاردنيّة الرسمي عن الشؤون الفلسطينيّة والمقصود هم أبناء المخيمات الفلسطينيّة في الاراضي
الاردنيّة وتم تعيين لجان تحسين المخيمات واصبح اهتمامها بتنمية تلك المخيمات سكانا ومرافق خدميّة وما زالت دائرة الشؤون الفلسطينيّة تمارس تلك المهام حتّى الآن وما زالت تلك الدائرة
وكأنها تمثّل عبئا على الدوائر الأمنيّة وخاصّة دائرة المخابرات العامّة وتُدار من خلال مدير عام الدائرة الذي يبدوا انه يجب أن يكون من ابناء ذلك الجهاز.
ومن الملاحظ أن ابناء المخيمات لا يشاركون في الحراك الدائر فهذه الفترات للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد وهم كبقيّة الشعب الاردني يؤمنون بقيادة الهاشميون وعميد آل البيت
ومتأكدون من حكمته ليوصل الاردن الى شط الامان لذلك فإنّ صوت هؤلاء الاردنيون في المخيمات أفضل من صمتهم فللأردنيون ربّ واحد وملك واحد وهم شعب واحد .
وإذا كان الأردن من باب ديني وإقليمي وأخلاقي وإجتماعي ساعد وما زال يساعد الشعب الفلسطيني وقياداته المتعاقبة لتحقيق اهدافه بالتحرر وقيام دولته المستقلّة على ترابه الوطني بالرغم
من القرارات العربية الجائرة كالتي إتخذت في الرباط عام 1974وإعتبرت منظمة التحرير الفلسطينيّة الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وثم إعلان الدولة الفلسطينيّة في الجزائر
عام1988 الذي أدّى إلى فك الارتباط الاداري والقانوني بالضفّة الغربيّة في نفس العام وانهاء الوحدة الإندماجية التي طالب بها الفلسطينيون ووافق عليها الاردنيون عام1950وقد عمل
الاردن على صيانة الأماكن المقدّسة في القدس الشريف وما يزال على ذلك واحتضن الهجرتين الفلسطينيتين عام 1967 من الضفّة والقطاع وعام 1991 من الكويت والعراق .
وبالرغم مما عمله الاردن وما يزال من اجل الشعب الفلسطيني فإنه لم يلاقي المقابل الإيجابي من القيادات الفلسطينيّة أو من الزعماء العرب أو من الجانب الإسرائيلي الذي ما زال بين الحين
والآخر يعزف على ربابة اخرى وهي الوطن البديل للفلسطينيين بدلا من وطنهم الأصيل فلسطين ولكن الدماء الاردنيّة التي روت الارض الفلسطينيّة واسوار القدس وكذلك تلك التي إختلطت
بفعل النسب والتزاوج خلقت واقعا سرمديا بين الشعبين وقد أدخل بعض الساسة لأسباب لا تخفى على احد مصطلح ما يُسمّى فئة الاردنيون من أصل فلسطيني كما يوجد مواطنون من
الفلسطينيون من اصل أردني ولكن الفئة الاولى اكبر بكثير من الفئة الثانية وتلك الربابة التي يعزف عليها الإقليميون وهادموا الوحدة الوطنيّة من جانبي النهر المقدّس والتي تهدف إلى
دمار الأردن وتكريس الإحتلال لفلسطين العربيّة .
وما دام أنّ الموقف السياسي الاردني وحسب الطلب العربي والفلسطيني عامي 1974 و1988أن يكون مشابها لمواقف الدول العربيّة الأخرى علما بأنّ مهمّة تحرير فلسطين(المحتلّة عام
1948) قد أُنيطت بمنظّمة التحرير الفلسطينيّة منذ تأسيسها في اجتماع مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني عام 1964 في القدس حيث رفض معظم الفلسطينيون المجتمعون تسميتها منظمة
تحرير فلسطين للمحافظة على السمة الإسلامية والعربيّة لمهمّة تحرير فلسطين .
فقد بقي على الاردن الموقف الديني المرتبط بالمقدّسات وخاصّة المسجد الأقصى المبارك وقبّة الصخرة المشرّفة وكذلك الموقف الإنساني والأخلاقي والإجتماعي تجاه الفلسطينيون المقيمين
في المخيمات الفلسطينيّة في الاردن وغالبيتهم اردنيون حاملوا الجنسيّة الاردنيّة لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات حسب الدستور الاردني المعمول به منذ الإندماج.
وتلك المخيمات بحاجة إلى تنمية سكانا ومكانا ومرافق خدمية لأنها تعطي صورة حضارية عن المدن الموجودة فيها وتنمية هذه المخيمات يجب أن ترتبط بوزارة التنمية الاجتماعيّة فيما
ينعلّق بالسكان وبالبلديات الواقعة بها بالنسبة للمكان والمرافق ضمن مديريات خاصّة بها في هاتين الوزارتين وبذلك نقلّل التكاليف والنفقات التشغيليّة الجارية ولا لزوم في تلك الحال إلى
وجود لجان تحسين المخيمات وإنما تكون خاضعة لتعليمات من وزارة التنمية الإجتماعيّة أو وزارة البلديات حسب مقتضى الحال أمّا القرارات السياسية السياديّة فتكون من مهام وزارة
الخارجيّة ورئاسة الوزراء وذلك حتّى يتمّ حل القضيّة الفلسطينيّة بشكل نهائي الذي قد يتحقق بعد اكثر من عشرات السنين وحينها يرتأي الجانبين الاردني والفلسطيني حلاّ يتفق عليه الجانبين
ويتماشى مع مصلحة الاردن نظاما وشعباواهدافا.
قال رسول الله صلى الله علية وآله وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ،حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر ،فيقول الشجر والحجر :يا مسلم ،يا عبد الله .هذا يهودي خلفي تعال
واقتله ،إلا الغرقد ،فإنه من شجر اليهود "
وعن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،قالت يا نبي الله ،أفتنا في بيت المقدس ،فقال أرض المنشر والمحشر ،أئتوه فصلوا فيه ،فإن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه.
قال أرأيت من لم يطق أن يتحمل إليه أو يأتيه ؟قال فليهد إليه زيتا يسرج فيه ،فإن من أهدى له ، كان كمن صلى فيه "
رواه أحمد وابن ماجه
وجاء في الحديث :
من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر الله ما تقدم من ذنبه أو وجبت له الجنة "
رواه أبو داوود
قال الرسول الكريم:
"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ،لعدوهم قاهرين ،لا يضرهم من خالفهم ،ولا ما أصابهم من البلاء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك .قالوا يا رسول الله وأين هم ؟قال في بيت المقدس ،و أكناف بيت المقدس "
"عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول وربيعة ابن يزيد عن عبد الله بن حوالة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ستجندون أجناداً مجندة جنداً بالشام وجنداً بالعراق
وجنداً باليمن. قال عبد الله: فقلت: اختر لي يا رسول الله. قال: عليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فأن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله. قال سعيد: قال ربيعة:
فكان عبد الله بن حوالة ممن ينزل الأردن.
المهندس احمد محمود سعيد
عمّان - 12/8/2011