الوجه الآخر للمأساة: تضحيات وشهداء


البطل زاهر سعد العجالين الفتى الأسمر الجميل، الغطاس في الدفاع المدني، نموذج مذهل لرد فعل المواطن الأردني الفاتن وقت الشدة والأزمة والمحنة.

كان البطل سعد زاهر العجالين مجازا فلما سمع بالحادثة قطع اجازته وذهب الى الموقع. طلب حبالا وبذلة غطس ولوازم الانقاذ، واندفع الى البحر الهائج يؤدى واجباته الوطنية التي حددها لنفسه بنفسه فتمك من أنقاذ 5 ارواح.

هذا النشمي الشجاع نشأ في مجتمع العونة والنخوة والشجاعة والتضحية، المجتمع الأردني الصلب الباذخ القيم الأخلاقية، وتعززت لديه المناقب السامية في صفوف الدفاع المدني المنذورة للفداء والعطاء.

الشهيد البطل هاشم عيد الزيادات العبادي ابو عبدالله الثلاثيني الذي شيعته بلدة عيرا عن بكرة ابيها يوم امس الأول، خريج كلية التربية الرياضية بالجامعة الأردنية والموظف في جامعة البلقاء، انقذ 5 اطفال، فرح بهم أهلهم وابناء الأردن كافة. وترك خلفه 4 ابناء صغار فجعهم وفجع رحيله ابناء الأردن كافة.

 

شهدت ببطولته في مقابلة مع تلفزيون المملكة، في شريط منتشر بكثافة على وسائل التواصل الإجتماعي، المعلمة في مدرسة فكتوريا السيدة الشجاعة مجد الشراري، التي كانت في قلب المأساة مع الرحلة ولم تتخل عن ابنائها الطلبة.

 

قالت ان دليلهم الشهيد البطل هاشم عيد الزيادات العبادي طلب منها أن تظل مع مجموعة اطلاب طلب منهم ان يصعدوا إلى المرتفعات فنجوا. لكنه لم يطلب النجاة، بل عاد عبر السيل الهادر العنيف يخوض عبابه بنكران ذات وببطولة وبفدائية محسومة النتائج، لينقذ من يستطيع من افراد مجموعتي الطلاب الأخريين فقام بمهمة الإنقاذ البطولية التي دفع حياته ثمنا لها.

 

في شهادة المعلمة مجد الشراري اشادة أنصاف بحق ابنائنا الذين تولوا بكفاءة وبنكران ذات وبتضحيات عالية، التعامل مع مخرجات هذه الكارثة الوطنية.

 

اقد سمعنا اتهامات وهراء واشاعات متجنية كاذبة على بعض اشرطة الفيديو قال مطلقوها ان الطائرات والمستشفيات الإسرائيلية هي من أنقذت وعالجت عددا من ابنائنا، في محاولة مشبوهة مريبة للإنتقاص من كفاءات الوطن وقدراته الهائلة، والإشادة بكفاءة العدو الإسرائيلي.

 

وسمعنا اشاعات ساذجة اخرى، دحضتها كاميرات الفضائيات والفيديوات والصور، تقول ان الدفاع المدني والأجهزة الوطنية الأخرى لم تكن موجودة !! وان المواطنين هم من تولوا عمليات الانقاذ !!

 

شهادة المعلمة مجد كانت حاسمة ايضا عندما قالت إن رجال الدفاع المدني كانوا حاضرين وانهم هم من انقذوها وابنتها ومن كان معها من الطلاب وعددهم 13، قالت إن رجال الدفاع المدني تمكنوا من انقاذهم واحدا واحدا بالحبال.

 

نعتز بكم شهيدنا البطل هاشم. و البطل ابن الدفاع المدني زاهر.

ونعتز ايضا بتضحيات المئات من ابنائنا الذين جعلوا الكارثة اخف وطأة بإنقاذهم نحو 43 طالبا ومعلمة ومعلمات من موت محقق.

الأردن صلب قوي جميل فيه متسع لحياة رغيدة أن سلم من الفاسدين والإرهابيين والمشككين والمنتقصين.