سوزان لينداور «عندما تصبح الحقيقة خيانة»

قصة مرعبة لقانون «الباتريوت» والتكتم على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والحرب على العراق ترويها مؤلفة كتاب «Prejudice Extreme «سوزان لينداور، والذي نقله الى العربي الكاتب والاعلامي المتميز داود سليمان القرنة تحت عنوان «عندما تصبح الحقيقة خيانة». سوزان لينداور صحفية وناشطة أميركية مناهضة للحرب، حاصلة على درجة الماجستير في السياسة العامة من كلية لندن للاقتصاد. ناشر هذا الكتاب المترجم شركة العبيكان للتعليم-الرياض. عن حياتها يقول المترجم: «عملت ضابط اتصال لدى وكالة الاستخبارات الأميركية وقدمت تقارير تحذر من احتمال وقوع هجمات بالطائرات على مركز التجارة العالمي بنيويورك في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 وحذَّرت أيضاً من المآسي التي ستنتج من غزو العراق». ومع الأسف ذهبت تحذيراتها أدراج الرياح! تقول سوزان لينداور مُحذرة أعضاء الكونغرس والوزير في إدارة بوش الإبن باول من خطورة غزو العراق: «إن غزو العراق سيكون سهلاً، والإحتلال سيكون وحشياً ولن يستقبل الشعب العراقي جنودنا بالورد. سنواجه شعباً غاضباً صلباً لا يخاف الموت في سبيل االله». (المرجع السابق ص 33.( لم يصغ أحد من المسؤولين الأميركيين الكبار لتحذيراتها، بل إنها اتُّهمت بأنها عميلة للعراق ومن ثم تم اعتقالها في الحادي عشر من شهر مارس 2004 .ليس هذا فحسب بل «وضعت في مصحة للأمراض العقلية داخل قاعدة عسكرية، بدعوة أنها مُختلة عقلياً». لقد تم احتجازها- كما تقول- خمس سنوات من دون أية محاكمة، ومع أنها كانت ضابط اتصال لدى الاستخبارات الأميركية إلا أنها كانت معادية للحرب شأنها شأن الكثيرين من أبناء شعبها. تقول: «لقد عملتُ بطريقة مغايرة تماماً ألزمت نفسي بالحوار والدبلوماسية كما كان عليها الحال قديماً، وقبل أن تصبح مكافحة الإرهاب سلعة رائجة في واشنطن، فتحت قناة خلفية مع دول شرق أوسطية يمكنها أن تضيف شيئاً مهماً لسياسة مكافحة الإرهاب. لقد عملت من أجل دعم قيم اللاّعنف التي أعلنتها على الملأ أمام الأطراف كلها». (المرجع السابق ص 112.( وفيما يتعلق بهجمات الحادي عشر من سبتمبر تقول سوزان لينداور: «لقد كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر ثمار سياسة «التهرب المتعمد» فلقد سبق لكبار المسؤولين أن تلقوا تحذيرات متكررة من مصادر عليمة متعددة، لكن الحكومة رفضت–بمهارة–المناشدات الداعية إلى تنسيق رد استباقي بين الوكالات». (المرجع السابق ص 117.( بعد خروجها من السجن تقول هذه الكاتبة والناشطة في مجال حقوق الانسان: «إنني أعتقد أنه مهما كان الثمن الذي دفعته لرحلة حياتي فإنه يستحق هذا العناء، لقد كانت معركة قاسية لأن من فعلوا بي ذلك حاولوا تدمير ثقتي وايماني وشعوري بهويتي واعتزازي بإنجازاتي». (المرجع السابق ص 503.( اعتبرت هذه الكاتبة أن الهجوم عليها «غير أخلاقي من البداية إلى النهاية». (المرجع السابق ص 564.( آمنت سوزان لينداور بـ «الحوار» اعتبرته المؤدي إلى كشف الحقيقة التي لا يماري في صدقيتها إلا أعداء الحياة. يبقى أن أقول أن هناك كثيرين أمثال سوزان لينداور في أميركا والعالم تعنيهم قضية السلام، ولكن من يمتلكون زمام أمور العالم يلتفون على «السلام»، يُجهزون على كل الفرص الممكنة لتحقيقه. أما أمثال سوزان لينداور، فعليهم أن يدفعوا غالياً ثمن مواقفهم الجريئة!