عندما يتصدر باسم عوض الله وأبو الراغب عناوين الجزيرة
عندما يتصدر "باسم عوض الله وأبو الراغب" عناوين الجزيرة
أحمد الربابعة
المُتابع لموقع قناة الجزيرة عبر شبكة الانترنت، سيلحظ ما كان لافتا يوم الخميس 11/8/2011 عندما عمدت (الجزيرة نت) وضمن عرضها لأهم العناوين من خلال نافذتها الرئيسية، إلى تناول الشأن الأردني بشكل مكثف ولافت؛ حيث حظي الشأن الأردني بـ 6 أخبار أو عناوين رئيسية عن الأردن وفي وقت واحد، وقد كان نصيب ملف الكازينو 2 من الستة عناوين تلك؛ حيث يُقدم أحدهما تعريف لقضية الكازينو، والمخزي أن الموضوع حمل عنوان (كازينو الأردن)، وهذا ما يدلل أن لفظة كازينو الأردن دخلت قاموس الحياة العامة، وتتداول على أنها وصمة عار على الأردن . بينما يقدم الخبر الثاني ما تم كشفه عن مخالفة اتفاقية الكازينو لمواد في الدستور والقانون الأردني منصوص عليها صراحة، حيث يعرض الخبر لتلك المخالفات، مثلما يعرض لنصوص الدستور التي تم مخالفتها .
ما كان لافتا بشكل أكبر؛ هو أن الأخبار الأربعة الأخرى جُعلت لعرض شخصيات كل من : باسم عوض الله، وعلي أبو الراغب، ونادر الذهبي، وفيصل الفايز، منفصلة ومدرجة ضمن أهم العناوين وفي نفس الوقت.
وبينما قدمت الجزيرة لشيء من حياة كل من فيصل الفايز ونادر الذهبي والمناصب التي شغروها دون أن تذكر ما يُسيء أو يمتدح للرجلين، سوى الاكتفاء بتقديم معلومات عنهما؛ قدمت شخصيات كل من باسم عوض، وعلي أبو الراغب، على أنها شخصيات مثيرة للجدل داخل الأردن، وأثرت سلبا في الحياة السياسية والاقتصادية أثناء فترة تواجدهم في الحكومة وفي مناصبهم التي تقلدوها.
فقد وُصف باسم عوض الله بأنه من أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل بالأردن، وبأنه صاحب مدرسة "الليبرالية الجديدة" والتي تتهم بأنها أدخلت نهج الخصخصة للمملكة مما أدى لبيع معظم المؤسسات العامة، والاتهامات العديدة التي وُجهت لعوض الله، التي كان من أخطرها ما وصفته النائب ناريمان الروسان له بأنه (كوهين الأردن). وينتهي الخبر بوصف بعض المحللين لخروج عوض الله من المشهد السياسي بأنه "طبيعي" كونه ارتبط بمشروع المحافظين الجدد بالإدارة الأميركية، إضافة إلى انهيار برنامجه الاقتصادي "الذي أوصل الأردن إلى أزمة خانقة".
أما علي أبو الراغب فقد كانت أهم المعلومات التي قُدمت عنه، هي قيامه بحل مجلس النواب أثناء فترة حكومته، وتعطيل الحياة البرلمانية عامين، وإصدار حكوماته أكثر من مائتي قانون مؤقت اعتبرها مراقبون غيرت الوجه التشريعي للمملكة. مثلما تستعرض للاتهامات الموجه له بأنه أول رئيس وزراء في تاريخ الأردن قام بتسجيل أراضي الخزينة أو المملوكة للدولة باسم الملك، وهو الأمر الذي دعا المعارض البارز (ليث شبيلات) لاعتبار ما قام به بمثابة "قنبلة تحت العرش".
وعلى صعيد ذي صلة؛ يأتي اهتمام الجزيرة بالشخصيات الأردنية المذكورة، متزامنا مع ما يروج حاليا داخل الأردن، من أن (عيد الفطر) المقبل سيكون عيدا سياسيا أيضا إلى جانب أنه عيد ديني؛ حيث أنه من المتوقع إجراء تغييرات في السياسة الأردنية، متمثله باحتمالية إقالة الحكومة، وربما حل البرلمان كاحتمال ضعيف، وإجراء تغييرات على بعض المناصب والوظائف العليا، أهمها توقع تغيير رئيس الديوان الملكي (خالد الكركي)، واحتمالية إعادة منصب وزير البلاط الملكي إلى جانب منصب رئيس الديوان الملكي، غير أن ما يمكن أن يكون مدهشا في هذا التزامن؛ هو ما سربته بعض المصادر من أن كل من باسم عوض وسمير الرفاعي ونادر الذهبي، يعمل كل منهما على الترويج عبر ماكيناتهم الإعلامية إلى أنه سيشغل منصب وزير البلاط الملكي المستحدث !
وبالعودة إلى المعلومات التي تم عرضها من خلال (الجزيرة)، سواء المتعلقة بالكازينو، أو تلك المتعلقة بالشخصيات التي تم تقديمها فهي ليست بجديدة بالنسبة للأردنيين؛ بل تعتبر حديث الساعة الذي يتردد داخل الأردن، لكن ما كان لافتا؛ هذا الاهتمام بالشأن الأردني لدرجة حصوله على ستة عناوين من بين أهم العناوين الرئيسية، بالإضافة إلى تناول شخصيات سياسية أردنية (بعضها متهم بالفساد وأثارت لغطا كبيرا) كعناوين رئيسية مجتمعة في نفس الوقت .
فهل وصل الأردن ضمن تقديرات الجزيرة إلى مرحلة (حبيب العادلي وإخوته) ؟
Ebnalss7raa@hotmail.com