الغمر»..و«الباقورة» قضية منتهية

الأفضل ألا يكثر اللف والدوران وتكثر الإجتهادات بالنسبة لإستعادة السيادة الوطنية على منطقتي: «الباقورة» و»الغمر» فالأمور قد انتهت عند هذا الحد وإذا كان لا بد من تفاهم على كيفية خروج إسرائيل من هاتين المنطقتين اللتين هما جزء لا يتجزأ من المملكة الأردنية الهاشمية، سابقاً ولاحقاً وحتى يوم القيامة، فإنه لا بد من «التشاور» على كيفية هذا الخروج وعلى ما هو لنا وما هو علينا بالنسبة للمزارعين الإسرائيليين الذين سيغادرون وبلا عودة وفقاً لنصوص الإتفاقية التي أبرمت مع الحكومة الإسرائيلية في عام 1994. لا ضرورة للإستمرار بالنبش في هذه المسألة التي غدت محسومة بصورة نهائية وإن ما سمعناه من الإسرائيليين حتى الآن هو مجرد «تظلمات» من مزارعيهم يجب أخذها بعين الإعتبار ومجرد تصريحات استعطافية أدلى بها بنيامين نتانياهو يتمنى فيها أن يتم تجديد استئجار هذه الأراضي الأردنية مرة أخرى والواضح لا بل المؤكد إن هذا لن يتم وعلى الإطلاق وأن الأمور بالنسبة لهذه المسألة قد حسمت وبصورة قاطعة ونهائية. إن هذه مسألة أما المسألة الأخرى فإن أحزابنا، إن ليس كلها فبعضها، قد قامت بواجبها وعلي أن أنوه في هذا المجال بأن النائب (الأخ العزيز) صالح العرموطي كان رائداً وطليعياً في هذا المجال وأنه لا بد من التنويه إلى هذه الحقيقة رغم إنني أختلفت وأختلف معه على قضايا كثيرة والمثل يقول: «إن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» ويقيناً أن هذ الود متبادل مع رجل وطني وإبن عائلة وطنية كان بعض رموزها «رفاق» أعزاء في أهم الأحزاب العربية القومية في مرحلة سابقة لم يبق منها إلا ما يشبه الوشم في ظاهر اليد. لا أحد يستطيع أن ينكر على أحزابنا بمعظمها أنها قامت بواجبها في هذا المجال لكن هذه الأحزاب بدورها لا يجوز أن «تحتكر» كل شيء بالنسبة لهذه القضية الوطنية لنفسها إذ من المفترض أنها تعرف.. وهي بالتأكيد تعرف إن المبادر الأول في هذه الخطوة التاريخية هو جلالة الملك أطال االله عمره وأن الشعب الأردني ومعه الشعب الفلسطيني الشقيق هناك غربي النهر الخالد في فلسطين قد التف حوله منذ اللحظة الأولى وكما كانت عليه الأمور دائماً وأبداً وفي كل الحالات.. وهذه مسألة واضحة ومحسومة ولا ينكرها إلا عدد ضئيل من الجاحدين وشذاذ الآفاق. وعليه فإن ما بات مؤكداً وبصورة نهائية أن هذه الخطوة المباركة قد جاءت لتحسم مسألة وطنية بقيت، قبل أن يحصل ما حصل، تشكل وجعاً في خاصرة الأردن وخاصرة كل أردني وهذا يتطلب ويستدعي أن نحافظ على تماسكنا وعلى وحدة صفنا لأن هناك تحديات قادمة أخرى كثيرة يجب أن نواجهها ونحن على قلب رجل واحد بل وامرأة واحدة وأن تكون خلافاتنا تحت سقف واحد.. الذي هو السقف الوطني.. سقف المملكة الأردنية الهاشمية.. واللهم اشهد!!.