الشيخ عبدالمجيد الذنيبات صوت الحكمة والعقل
التصريح الذي ادلى به الشيخ عبدالمجيد الذنيبات المراقب العام الاسبق لجماعة الاخوان المسلمين لجريدة الدستور بعث الامل والطمأنينه في نفوس المواطنين على ان الاردن لا زال بخير وان صوت العقل والحكمه لا بد من ان ينتصرا بالنهاية على صوت الفتنه والدمار فكانت التصريحات بمثابة البلسم الشافي وخاصة انها صدرت من احد اهم قيادات جماعة الاخوان المسلمين في الوقت الحاضر وهذا يعطي مؤشرا ان صوت الحكمه من داخل الجماعه لا زال مدويا وستكون له الغلبه بالنهاية .
المتابع لتصريح شيخنا الجليل يقرأ منه حكمة السنوات ونضج التفكير والابتعاد عن الغلو والشطط السياسي والواقعية بالطرح وعدم الابتعاد كثيرا في الاحلام والالتزام بسقف محدد للمطالب حيث ان بعض القوى طالبت باشياء غير واقعية وغير منطقية وغير معقوله ويصعب تحقيقها وان مصيرها الفشل على حد قوله ودعوته للحوار مع الحكومه من قبل كافة الاطياف السياسية والاحزاب لان الحوار قيمة انسانية وضرورة بشرية ووطنية لانه لا بديل للحوار فالبديل هو الاقتتال واشعال نار الفتنه والمهم ايضا والذي يجب ان نشير اليه قوله ان الاصلاح يجب ان يكون تدريجيا وليس قفزه واحده فسنة الحياة التدرج ، اذن نحن امام خطاب مهم جدا من الممكن ان يؤسس الى حالة مستقبلية وقاعدة انطلاق قوية نحو البدء في عملية الاصلاح السياسي الحقيقي القائم على الحوار والتفاهم وليس فرض الرأي على الاغلبية وهذه دعوة ايضا الى قادة حزب جبهة العمل الاسلامي الى الاخذ بهذا الخطاب المهم وخاصة انه صدر من احد قادتهم وزميل لهم .
الشيخ عبدالمجيد من خلال تصريحه نجد انه يضع مصلحة البلاد وامنها واستقرارها في الاولوية ولا يقدم عليهما شيء مهما كان هذا الشيء فالرغبة بالسلطه والحكم حق مشروع لاي حزب مهما كان هذا الحزب اسلاميا ام يساريا ام قوميا ولكن اذا تقاطعت هذه الرغبة بالمصلحه العليا للبلد واصبحت المفاضله بين الوطن امنه واستقراره ووحدته الوطنية وبين الرغبة بالسلطه فلا اظن ان اي حزب وطني منتمي عاقل سيختار الثانية وهذا ما نستشفه من تصريحات الشيخ عبدالمجيد وهذا ما يجب ان تكون عليه احزابنا والقوى الوطنية الاخرى.
لكن المفاجأه الخطيره والمهمه ليس التصريح بحد ذاته على اهميته ولكن التصريح المضاد للناطق الرسمي باسم الجماعه جميل ابو بكر حين قال ان تصريح الشيخ عبدالمجيد يمثل رأيه الشخصي ولا يمثل رأي الجماعه فهذا الرد خطير جدا بحد ذاته وخاصة في هذه الاوقات التي يمر بها الاردن والذي يحتاج الى العقلاء والحكماء للخروج من الازمه بسلام وباقل الخسائر مع اصلاحات حقيقية تمثل تطلعات الشعب الاردني ، فما معنى هذا الكلام الذي خرج به علينا السيد جميل ابو بكر وهل الجماعه قد غيرت قواعد اللعبة مع الدوله الاردنية وانتهت سنوات الصفاء والعلاقات الطيبة واصبحت الجماعه تنتهج سلوكيات خارجه عن المألوف وعن ما تعودنا عليه من الجماعه والتي كانت في صف الدوله الاردنية تدافع عنها وبالمقابل لم تبخل الدوله الاردنية على الجماعه باعطائها مساحة من الحرية والاهتمام اكثر من الاحزاب الاخرى التي عانت من التضييق والخناق وتعرض اعضائها وامنائها العامين للحبس والتعذيب بينما كانت الجماعه تتنعم بخيرات الدوله الاردنية مما ساعدها على انشاء قاعدة شعبية كبيره مقارنة مع باقي الاحزاب الاخرى التي لم تتنفس بشكل سليم الا بعد عام 1989 عندما الغيت الاحكام العرفية وانطلقت الديمقراطية مع انتخابات برلمانية حره بالمقابل لم نسمع اي رد للسيد جميل ابو بكر حول التصريح الذي ادلى به احد قادتهم لصحيفة الجارديان البريطانية الذي حمل اراء ومواقف غير مألوفه وتمس الثوابت الوطنية وتستفز مشاعر الاردنيين لماذا لم يقول ان تصريحه هذا يمثل رأيه الشخصي وليس رأي الجماعه وبهذا المعنى نستنتج ان رأي هذا المسؤول هو رأي الجماعه وهذا امر خطير جدا وتحول دراماتيكي في سلوك الجماعه.