المتقاعدون العسكريون يلبون نداء الملك بالاستثمار في مجال الطاقة

 ما يمر به الأردن من وضع اقتصادي صعب أدى إلى صعوبة ايجاد فرص عمل للشباب الخريجين في مؤسسات الدولة المختلفة، فما زلت مؤمنا رغم كل ما حولي من صعوبات ومعيقات بأن الموت يولد الحياة، فقيمتنا لم تكن يوما بيد الحياة بل بأيدينا. ربما يستغرب البعض هذه المقدمة ولا يرى ضرورة لإيرادها في هكذا مواضيع فمثل هذه السطور لها صفحاتها الخاصة والمتخصصة، غير أنني جئت بها كمصداق واقعي في تأثير البيئة المباشر على عقلية وتفكير الفرد الاردني وكيف أن بروز الصعوبات حوله تمثل عاملا أساسيا في عملية الإبداع والرقي عنده. فالابداع ليس متوارثا كما كنا نعتقد في الماضي بل هو صناعة يستطيع أي كان ان يقوم به إذا امتلك المبادرة. فالظروف الطبيعية والعادية لا تخلق رجالا مبدعين ولا تصنع عقولا مفكرة، وإنما التحديات الكبرى والمواجهات الشرسة هي التي تصقل المواهب وتنمي الإبداع وتطلقه في آفاقها الواسعة.

 
دعوني اقتبس من خطاب الملك لدى افتتاحه الدورة العادية الثالثة لمجلس الامة يوم الاحد الماضي الفقرة التالية والتي سأسس عليها فكرة مقالي: «إنَّ دولةَ الإنتاج التي نُريدُها تسعى لامتلاكِ العناصرِ التي تُكرّسُ استقلالَهَا الاقتصادي. فالأردن يَمضي بإرادةٍ وتصميمٍ إلى ثقافةِ صناعةِ الفرص والاعتمادِ على الذات، وبهذه الروح نتمكن من إنجازِ مشاريعِنا الكبرى من طاقة، وبنيةٍ تحتية، وجذبٍ للاستثمار، ودعمٍ للزراعة، وأهمُّ ما نُنجزه في هذا الـميدان هو تحفيزُ روحِ التميّز والإخلاصُ في العمل وإتقانُه». فعلى خطى جلالة الملك وانتصارا لرغبته تداعى عدد من المتقاعدين العسكريين إلى الإجتماع يوم الجمعة الماضي بفندق القوات المسلحة لتأسيس شركة مساهمة تأخذ روح المبادرة لإنشاء مناطق تنموية مجهزة بالبنية التحتية لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وتخزينها بأحدث تكنولوجيا الانتاج بأيد أردنية عسكرية متقاعدة خالصة، وهذا البرنامج في حال تطبيقه وإخراجه لحيز الوجود سيكون الاول من نوعه في المنطقة والذي يهدف الى مشاركة حقيقية مع الحكومة. فالمتقاعدون العسكريون سينجحون نجاحا باهرا إذا أطلقت الحكومة أيديهم للمضي بالمشروع قدما، وخاصة إذا ما عرفنا حسب الخبراء بأن الأردن سيحتاج عام 2025 إلى 60 مليار دولار سنويا لتوليد الكهرباء. فالقوم قد ملكوا عنان زمانهم—-ولهم روايات به وفصول، فهل سيكتب المتقاعدون العسكريون فصلا من فصول الوطن بإنتاج الطاقة الشمسية وتخزينها للتخفيف من الاعتماد على النفط بإنتاج الكهرباء وخاصة أن شمس الأردن تشرق بالمتوسط 285 يوما بالسنة