طلعت شناعة يكتب : ونجح مهرجان جرش

 

 
قبل أن يبدأ مهرجان جرش السادس والعشرين، كانت تنتابنا هواجس الخوف من أشياء كثيرة. وكنا نحن الذين يعشقون المهرجان نفكر بطرق تجاوز الإشكاليات التي قد تقع، من أجل ينجح وتحديدا هذه الدورة وسط كل الظروف المحيطة بالبلد والمنطقة.

ولم يتوقع أحد هذا النجاح الكبير الذي تحقق والذي فاجأنا جميعا، سواء القائمين عليه أو المريدين له ونحن من ضمنهم.

أستطيع القول الآن ، وبعد ( 15) ليلة توزعت بين « جرش» و « عمّان « حيث اقيمت فعاليات من نوع خاص مرتبطة بالطرب والانشاد الصوفي وبما يتناسب مع شهر رمضان، أن الامور سارت كما ينبغي وكما كان يحلم المخططون له.

الآن وقد بدأت تظهر علينا « آثار « التعب بعد أن لملمنا أوراقنا ومزاجنا وألقينا بأجسادنا وأرواحنا على أرائك « الراحة « و « كنابايات « الخمول بعد رحلات وسهرات كان معظمها يمتد الى ما بعد الثانية صباحا، بدانا نشعر بأن المهرجان قد نال منا الكثير وأنه ترك في « كريات دمنا « بعضا من فرحه وبعضا من « حياته « الصاخبة والمثيرة أحيانا والمتقلبة أحيانا أُخرى.

بصراحة ، أمس وبعد أول يوم من انتهاء مهرجان جرش، جلستُ في « البرندة» وشعرتُ أنني مثل التلميذ « المزوّغ» أو « الهارب» من المدرسة. شعرتُ بفراغ، رغم أنني في أيامي العادية ، لا أسهر ونادرا جدا ما أصل ساهرا الى منتصف الليل. لكن في « جرش» لا أهتم بالزمن، وأستمتع ب» التعب». الموضوع خارج التوقعات ولهذا أحتاج الى طبيب نفسي كي يفسر لي سبب هذه الطاقة التي تتولد لدي بشكل غير عادي في مهرجان جرش.

هو الحب الذي إحتلني من الوريد الى الوريد. وهو دفتر الذكريات والفرح الذي لا ينتهي. فقد قضيتُ أكثر من نصف عمري في « شارع الاعمدة» وفي « المسرح الجنوبي» و « الشمالي « ومسرح « الصوت والضوء». وتعرضتُ للكثير من « المهاترات» وقابلتُ « كائنات نزقة « وتحملتّهم جميعا كي لا يمنعني شيء عن مواصلة حبي للمهرجان.

وكل عام وعشاق « جرش» بخير!!.

talatshanaah@yahoo.com