لا مكان بيننا للمجرمين
تشهد أرجاء المملكة حركة أمنية نشطة للقبض على المطلوبين .صباح يوم أمس الثلاثاء ألقت قوة أمنية مشتركة من قوات الدرك والأمن العام القبض على خمسة منهم خلال مداهمة نفذتهاعلى مجموعة من الخطيرين في حي الزواهرة غرب الزرقاء، قتل خلالها اثنان من المطلوبين، وضبطت كميات كبيرة من المواد المخدرة المعبأة والمجهزة للبيع والترويج. وكان هؤلاء قد أطلقوا النار على دورية للأمن العام قبل أيام.من المداهمة.
الجديد في الموضوع هو تلك المباركة الشعبية الصامتة لهذه العملية النوعية الجليلة ، وسكون الموقف المجتمعي والعائلي إزاء المصير الذي آل إليه المجرمون من ذويهم وأقاربهم.
البيان ألامني المشترك قال إن القوة الأمنية طوقت أحد المنازل في حي الزواهرة بمحافظة الزرقاء فجر أمس، وأحكمت سيطرتها عليه متوخية أعلى درجات الحيطة والحذر، وطلبت من المطلوبين تسليم أنفسهم، إلا أنهم بادروا بإطلاق عيارات نارية بكثافة باتجاه القوة وبشكل مباشر بقصد القتل حيث تم الرد عليهم وفق قواعد الاشتباك ما أدى إلى مقتل اثنين من المطلوبين.
مرت العملية بسلاسة وهدوء ، وخلت من أية ارتدادات أمنية تذكر ، بخلاف المرات السابقة التي كانت تشهد ردود فعل صاخبه من قبل أقارب الجناة وذويهم.
عملية احترافية متقنة نفذت بعد تتبع ورصد وجمع المعلومات حول الأشخاص المطلوبين، وهم من مكرري الجرائم وبحقهم عشرات القيود، والعديد من الطلبات في قضايا المخدرات والسلب وحمل السلاح وإطلاق العيارات النارية ومقاومة الموظفين، والشروع بالقتل والسرقات، وغيرها.
والعملية كما يبدو ليست حملة أمنية متقطعة كالتي كنا نشهدها من قبل، وتشير الى نهج استراتيجي متواصل استجابة للتوجهات الملكية للتخلص من ظاهرة الاعتداءات التي يمارسها البعض بحق هيبة الدولة وضرورة تطبيق القانون على الجميع بحزم، ودون تردد أو محاباة،وان يدرك الجميع بأن سيادة القانون وترسيخ هيبة الدولة أولوية حتى نمضي إلى الأمام.
البيان أكد هذا التوجه الحازم ،مضيفا بأن الأجهزة الأمنية ستظل على الدوام حريصة على سيادة القانون وإنفاذه بعدالة وحزم، تتصدى لكل من يحاول المساس بأمن الوطن، مهيبة بجميع المواطنين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ونبذ جميع المطلوبين والمجرمين للحفاظ على مجتمعنا آمناً، ومؤكدة بأن الحملات الأمنية لإلقاء القبض على جميع المطلوبين والخارجين عن القانون متواصلة ومستمرة، حتى تخليص المجتمع من شرورهم.
نحن اليوم أمام موقف عشائري وعائلي أصيل يتخلى عن كل من يتنمر على الدولة ويسيء لسمعة العشيرة والعائلة ويمتهن الجريمة وينشر الرذيلة ويروج المخدرات .
نتمنى ان يصبح هذا السلوك العشائري والعائلي ظاهرة مجتمعية ورسالة واضحة الى كل من تسول له نفسه العبث بالأمن بأن لا حماية لمجرم وبأنه سيلقى مصيره منفردا وسيتخلى عنة اقرب الناس إليه.