لا أريد أن أتعلم العربيه :::::

 

لا أريد أن أتعلم العربيه :::::

                                سليمان الصبيحي

منذ سنين خلت حدثني صديق لي رحمه الله كنت قد أدركته في نهايه عمره قصه من ذكرياته في العمل في خدمات الجيش الانجليزي بأحدى مدن فلسطين المحتله كانت قد حدثت معه حين طلب منه أحد الضباط الانجليز مرافقته الى احد المقاهي لتعلم اللغه العربيه على أصولها السائده فطلب صديقنا أرجيله تمباك لاطاله الجلسه وحتى يتمكن الضابط من معرفه بعض المصطلحات العربيه وبدأ صاحبنا بالسحب على الارجيله وبعد فتره نادى على عامل المقهى ( هات ناره ) فسأله الضابط شو الناره فأجابه هي نفسها الفحمه المشتعله والموجوده على الارجيله وبعدها بفتره نادى العامل تعال (زبط البصه ) فسأله الضابط وماهي البصه فأجابه هي نفسها الناره وهي الفحمه المشتعله وأستمر صاحبنا بالسحب على الارجيله متبادلاا أطراف الحديث مع الضابط وفرحا بمرافقته وبعدها بفتره نادى على العامل (هات جمره ) فسأله الضابط شو الجمره فقال له هي نفسها الفحمه المشتعله وهي نفسها البصه والناره فقال له الضابط الانجليزي أنهض لاأريد أن اتعلم اللغه العربيه كان صاحبنا يردد قصته بأستمرار وأعتقد بأنه مات ولم يعرف معناها وقد أكون أنا أدركت معناها متأخرا عندما أرى الفحمه تستبدل بالناره تاره وبألجمره تاره أخرى وبالبصه من حين لاخر وفي النتيجه هي نفسها تعمل بالنفخ وتؤدي نفس الغرض وهو نفث مزيد من الدخان وحرق من تحتها ولمجرد التسليه.

من يتأمل حالنا في الاردن والعالم العربي يدرك بأن الضابط الانجليزي كان محقا في رفضه تعلم أوجه اللغه العربيه السائده حتى لايتعلم فنون النفاق العربي في تغيير المسميات فالفاسد في نظرنا مخالف والسارق منحرف والقاتل مضطر والى غير ذلك من المصطلحات التي نستعملها يوميا حتى أصبحت فنا من فنون اللغه العربيه كانت السبب في ما نحن عليه الان من ذله ومهانه أوصلتنا الى الدرك الاسفل في مصاف الشعوب الحيه فمنذ بدايات القرن الماضي أدرك هذا الضابط بدهائه الانجليزي انه لايريد ان يتعلم العربيه السائده حتى لايصبح منافقا مثلنا نحن من اسمينا الاستعمار حكم رشيدا ومن اسمينا المؤامره ثوره ومن اسمينا المقاومه نزوه وطيش ومن اسمينا العدو جارا ومن اسمينا طلب الحق خروجا على الحاكم ومن اسمينا الذل سلاما حتى صرنا نخاف من قرأه قرأننا وتاريخنا لئلاا يتعارض مع حاضرنا المشوه ولغتنا العربيه التي افقدوها كل معانيها