سهره رمضانيه بعد التراويح

اتصل بي احد الأصدقاء في احد ايام هذا الشهر الفضيل داعيا لي لتناول القطايف في منزله وذكر لي انه سيكون هناك بعض الأصدقاء وهي مناسبه جيده للتعرف عليهم , وفعلا شددنا الرحال الى منزل هذا الرجل الطيب انا واحد الأصدقاء وكانت المجموعه حوالي خمسة اشخاص منهم المهندس وموظف الدوله ورجل الأعمال بالأضافه الى الداعي لكم بطول العمر والبقاء انا العاطل عن العمل والذي ينتظر الفرج من عند الله وأعتقد بأنه قريب ..... كانت سهره جميله وممتعه تخللها نقاشات هادئه حول الأوضاع السائده في وطننا الحبيب وكان للشأن الأقتصادي حصة الأسد في الحوار وكيف كان الأردن ايام زمان على الأقل لم نكن مرهقين من تامين متطلبات الحياة الأساسيه وكان الجميع سواسيه امام القانون وكيف كان المعلم يشكل ركيزه اساسيه في المجتمع وكيف اصبح حال هذا المسكين وكيف كان رجل الأمن يمثل هيبة الدوله حتى ان رجل الفرسان وبدون ان يكون مسلحا بالبنادق والرشاشات والسيارات المصفحه وطائرات الهليوكبتر كان هذا الرجل وكونه فقط يحمل على جبينه شعار الدوله كان قادرا على بسط هيبة الدوله على مجموعه من القرى لوحده , اما اليوم فأننا نرى ان هناك كل يوم تقريبا يسقط شهيدا من ابناء هذا الوطن , في مواجهات مع الخارجين على القانون والزعران ومهربي المخدرات , حتى وصل الأمر بأحد الزعران ان يستل قنوته وينهال بها على جسد رجل المرور في احد الشوارع الرئيسيه لمجرد ان هذا المسكين حاول ان يطبق القانون , وتفرع الحديث الشيق حول من كانوا هم كبار القوم وشيوخه وكيف كانو هم في خدمة ابناؤهم وكيف كان الشيخ ينصب من قبل العشيره بالحاح منها اما شيوخ اليوم فحدث ولا حرج حيث اصبح كل من باع قطعة ارض يريد ان يصبح شيخا ويمارس ساديته على ابناء عشيرته , كيف كانت الوظيفه العامه في خدمة المواطن وكيف اصبحت الآن هي هدف لتحقيق المصالح الشخصيه لشاغل هذه الوظيفه , كيف كان وصفي التل رحمه الله ناكرا للذات ومكرسا كل وقته لخدمة هذا الوطن وكيف اصبح اليوم ولاة الأمر مشغولين في تسجيل ابناؤهم في الجامعات في اوروبا وأمريكا وأخالها بعثات على حساب خزينة الدوله المرهقه بالديون والعجز المزمن , كيف كان راديو اذاعة المملكه الأردنيه الهاشميه يجمعنا على تحفته الفنيه مضافة ابو محمود والبرنامج الزراعي للحج مازن القبج وبرنامج وسلامي لكم للفاضله كوثر النشاشيبي ونشرة اخبار الثانيه ظهرا ننتظرها على احر من الجمر حيث كان اعلامنا مكرسا للقيم والأخلاق والأنتماء لهذا الوطن وكيف اصبحت وسائل الأعلام لدينا مهجوره لا يستمع لها احدا حيث سئلت الموجودين بالله عليكم متى آخر مره شاهدتم فيها التلفزيون الأردني فكانت الأجابه بالأجماع اوووووووه ه ه ه ؟؟؟؟؟

سهره ممتعه وجميله على الأقل كان فارسها حديث الذكريات الجميله عن هذا الوطن الطيب , الذي آل مصيره لفتيه من معدومي الضمير يتلاعبون فيه على اهوائهم بدون حسيب او رقيب وشكرنا اخونا صاحب الدعوه على حسن الضيافه كما هم الأردنيين النشاما اصحاب مقولة ---- حنا للضيف --- ودعونا الله بجاه هذا الشهر الفضيل ان يفرج كربة الأردن والأردنيين .... قولوا معي آمين ....