افتتاح معبر نصیب.. ماذا بعد؟

 الإعلان رسمیا عن افتتاح معبر نصیب الحدودي ما بین الأردن وسوریة یؤكد أن التحولات السیاسیة في جوارنا تتجھ نحو التعاون الثنائي بیننا اقتصادیا وأمنیا وبما یعنیھ محاربة الإرھاب ویمھد للعودة :إلى الاستقرار السیاسي، لكن كل ذلك مرتبط بمراحل أخرى ینتظرھا الجمیع، وھنا نقرأ الاتي الرؤیة الأردنیة لمسار الأحداث منذ بدایة الأزمة السوریة وحتى الیوم ثبت صدقھا، ذلك أن توالي الأحداث وضرورة الوصول إلى الحل السیاسي أصبحت حقیقة، فالمعبر الحدودي یعني فتح أبواب التنقل للبضائع والتجارة والأفراد و.... الخ. وبالاتجاھین وھو یخدم مصالح البلدین والشعبین الشقیقین ویؤكد استمرار العلاقات السیاسیة بمستواھا الطبیعي وما لذلك من تداعیات إیجابیة یمكن النظر إلى تطویرھا في المستقبل. الانقسام السیاسي والشعبي الداخلي تجاه ما جرى في سوریة سواء بالاحتفال لجھة انتصار النظام في دمشق أو لجھة قبول الواقع وتصفیة المعارضات المسلحة باتت تسیطر على المشھد السیاسي، لكن الغالبیة الساحقة ترى أن وحدة سوریا أرضا وشعبا قد تحقق، وان ما جرى ھو نھایة متوقعة لأزمة تمویلھا وأدواتھا في الغالب خارجیة، وان التوازن الحاصل في المعادلة العربیة الإقلیمیة سیبقى قائما بانتصار دمشق، وھو ما یعني أن المصالحات العربیة العربیة مؤجلة إلى ظروف سیاسیة أخرى لسنا بصدد تناولھا الان. ما بعد فتح معبر نصیب الحدودي ھو عودة العلاقات العربیة العربیة بقرار من الجامعة العربیة یبقى أمرا واقعیا بالنظر إلى مواقف السعودیة الأخیرة وكثیر من الدول العربیة الأخرى، فالعودة إلى المسارات السیاسیة بین الأنظمة العربیة الحاكمة یبقى مرھونا بما ستؤول إلیھ نھایة الأزمة في جمیع الأراضي السوریة. دمشق تحتفل بالانتصارات على مختلف جبھات القتال والسیاسھ معا، ویشاركھا حلفاؤھا في الإقلیم وعلى مستوى العالم، وھي الآن تتحكم بصورة واضحة في معابرھا الحدودیة مع لبنان والأردن وحتى الجولان مع الجانب الإسرائیلي وقریبا مع العراق وتركیا، وھذا یعني أنھا نجحت في إسقاط جمیع أدوات اللعبة ضدھا، وھي الآن تتحضر إلى ترتیب واقعھا السیاسي والاقتصادي الداخلي وإعادة ترمیم ما دمرتھ سنوات الحرب التي زادت عن سبع سنوات. نحن نرحب بإعادة فتح معبر نصیب الحدودي ونتطلع إلى تفعیل العلاقات الثنائیة وعودة الاستقرار السیاسي والأمني لجوارنا، فالخطوة تؤكد على أن الحاجة ملحة إلى تبادل الزیارات للمساھمة في إعادة الإعمار وضرورة تكثیف الجھود لمحاربة الإرھاب والتطرف، وفي ھذا نرى أن بوابة العبور من دمشق إلى العالم العربي قد فتحت، .وأنھ یجب البناء علیھا لاستكمال خطوات المسارات السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة مع جمیع الدول العربیة