فتح المعبر.. خبر مفرح


بعيدا عن الاستقطاب الذي سببته الازمة السورية بين الاردنيين، اشعر بفرح كبير لإعادة فتح معبر نصيب الحدودي بيننا وبين سوريا.
هناك مصلحة اردنية عليا تأتي من اعادة فتح المعبر، وهي مصلحة اقتصادية وسياسية، لا يمكن تجاهلها، ويعجبني اننا لم نربطها بأجندة المجموعة المصغرة التي تديرها واشنطن والرياض.
لو تابعنا ردود فعل اللبنانيين على فتح معبر نصيب، فإننا سنرى حفاوة كبيرة بذلك، يعبر عنها الرئيس اللبناني ميشال عون، ويصرح ان فتح المعبر سيعود بفوائد اقتصادية على لبنان.
اذاً، نحن اولى بالفائدة، وعلينا ان نشعر بالسعادة لذلك، ونتجنب كل الاثار النفسية التي سببتها الازمة، فهناك جروح يجب التعامل معها بمنطق براغماتي يتعاطى مع الواقع.
النظام السوري باق في الحكم، والدولة السورية ستتعافى وقد تظهر بشكل جديد، والاردن فرضت عليه طريقة التعامل مع الازمة السورية رغم محاولته الاعتدال والاستقلالية في الموقف.
لا ننكر ان الدولة الاردنية ظهرت احيانا وفق اجندة واشنطن والرياض، لكنها في أحايين كثيرة كانت متوازنة، تحاول ان تدفع باتجاه الحل السياسي، واعتقد اننا كنا مكرهين في اخطائنا، ومبدعين في مرونتنا وتوازننا.
من اغلق معبر نصيب، ليس الاردن، بل كان الاغلاق بسبب الداخل السوري المتقاتل والمتنازع عليه، فلسنا مطالبين باعتذار لأحد، ولسنا مهزومين ويعيرون الدولة بهذا الرجوع للمعبر.
انا فرح وكثير من الاردنيين بانتهاء التهديد القادم من سوريا وبفتح المعبر، لكن يؤسفني ان بعض الاردنيين «جماعة بشار» يطالبون البلد بالاعتذار، لا ادري عن ماذا، ربما عن البراميل المفخخة الى جانب غرفة الموك!!!
وهذا البعض ايضا، بعد فتح المعبر، اشعرنا بتعبيراته وطريقة حفاوته بأن نظام بشار انتصر على الاردن تحديدا، وهذا سلوك بحاجة الى تقويم، فالدولة الاردنية كانت معقولة جدا في الازمة.
على كل الاحوال، وتجنبا للسلوك المراهق الايدولوجي، ارى ان فتح معبر نصيب يشكل خطوة هامة كي تفكر الاردن اكثر بمصالحها الحيوية مع دمشق بعيدا عن ترتيبات الاقليم.
وارى ان جوارنا السوري، الجيوسياسي، اكثر عمقا في ضرورة أخذه بالاعتبار، وللعلم سوريا اليوم مختلفة عن سوريا قبل الازمة، قوة وسيكولوجيا، فعلينا العودة للجوار بثقة اردنية عالية.