الصعود إلى الأسفل


ذهبت الى اقصى مدى ولم تنظر للخلف ابدا ثم دون سابق انذار عادت الى نفس المكان تلفها الحيرة ولم تعد تعي الفرق بين الحاضر وماضي الزمان، ورغم كل الوقت وهو اطول من عمر وعهد وعصر وكل المقت الذي هو اقل من مثقال ذرة تستقر الروح بحياة هي مجرد عيش، والقلب اضناه عشق يبدو انه مضى فما الذي يمكن ان يحل مكانه الان طالما ما زال فيه نبض.
وكان ان كان فعلا امتلاك الفؤاد بعدل ودونه ايضا وما تغير حال، ومن صميم الوجد اشتعل الحنين تلو نار الشوق وكل يوم كان فيه سؤال اغدا القاك، ولم تنته سيرة الحب ولم يكن هناك خوف على ليالي او من طول انتظار.
وتحدث الخيام يوما عن اصعب الايام التي هي من غير هوى وكيف انه اولى بالقلب ان يعشق وفي ضرام الحب ان يحرق، وسأل بعده ناجي ان كان هناك سكارى ليس من خمر، والظن ان لسان الحال الان هو اطلق يديا فقد اعطيت ما استبقيت شيئا وليس هناك قيد ادمى معصما اصلا، والعهود مصونة فما الذي حل لينكر الخل خله او ليكونا غرباء في لقاء، ثم انه ليس هناك من يأتون للدنيا تعساء وانما الامر خيارات وهناك من يفضل ذلك فعلا.
آخر جمعة غضب في غزة زفت شهداء جددا ومئات الجرحى، وستكون الجمعة القادمة كذلك وهناك 30 يوم جمعة مرت على الغزيين حتى الان وهم يصرون على العودة وقد تعددت المعاني لها وبات ابرزها مسيرات الاستشهاد، فكل من يشارك يعي انه مشروع شهيد ولا يبالي فأي قوم هؤلاء سوى انهم باتوا اكثر سوية من اي بشر، اما ذاك المسمى بالهباش فمهما نبح من رام الله فإن مصيره كما الجيفة ولن يطول الامر وهذه حتمية تعرفها الشعوب الحية فما البال بالجبارين.