هل يكون أمين عام جامعة الدول العربية..نبيلا عربيا ويستقيل؟

هاهي جامعة الدول العربية المهترئه والمتجددة بلا جدوى بأمينها العام الجديد السيد نبيل العربي تباشر تسلمها "المسؤولية" خلفا للسيد عمرو موسى الذي ترك المنصب هاربا من رائحة القرارات المتكدسة في الغرف المغلقة عن هواء الحرية, والغبار المتراكم على وثائقه وأرشيفاته..خرج السيد عمرو موسى عندما تيقن بين نفسه أن لهيب الثورة سيصيبه وأنه ليس بمأمن في ظل التغيير.

في حقيقة الأمر نحن لا نأخذ أي مأخذ على السيد عمرو موسى وذلك لسبب بسيط هو أن المهمام الوظيفية للأمين العام لاتطلب منه ولاتجيز له أن يقرر وان يتحدث بالنيابة عن نفسه..بل أن يتحدث بالنيابة عن إجماع أغلب الدول العربية وأن يمثلها وأن يحافظ على مؤسسته الداخلية, لكن هو مسؤول عن بقائه في وقت تهالكت فيه المؤسسة واختلفت الدول فيما بينها..هو مسؤول عن بقائه في ظل رؤساء تخلوا عن أهم قضية عربية وهي فلسطين..هو مسؤول لدرجة التجريم لأنه لم يستقيل وينسحب.

هذه الجامعة التي لم تجتمع على رأي تعيد فيه الكرامة العربية منذ عقود ولا حتى نفذت بشكل كامل وحضاري أي قرارات سياسية كانت ام إقتصادية أم غيرها تقرب بين الدول العربية ببعضها وتحيي فيها الوحدة العربية والكرامة بعدما عاث فيها المحتل وقسمها..فكانت عبارة عن مكان عين يتم فيه اللقاءات بين رؤساء وملوك وحكام الدول العربية أو إجتماعات على مستوى وزراء الخارجية لإستهلاك الوقت ليصدر بعدها عبارات لاتسمن ولاتغني تدل على مستوى الخنوع والضعف ك الشجب, والإستنكار, والقلق, والدول تبحث, والدول تطلب, و غيرها من المفردات الهزيلة.

إن المشكله في جامعة الدول العربية..بميثاقها , بدستورها, بقواعدها,بمؤسساتها, بموظفيها وروتينها وبوجودها أصلا..لذلك نحن أيضا لانأخذ على السيد نبيل العربي والذي هو من مفرزات الثورة المصرية  الذي لمع في تصريحاته ومواقفه الوطنيه العروبية ضد الظلم وخاصة فيما تعلق بالشأن الفلسطيني ووقف حاملا راية الشعب وشعلته خارج جمهورية مصر عندما كان لفترة قصيرة وزيرا للخارجية المصرية في عهد مابعد مبارك مع إحترامنا لباعه الطويل في السياسة, ومن الواضح أن هذه المواقف الشجاعة أزعجت الدول العربية قبل الغربية وأصبح القلق واضحا على تعليقات المسؤولين الإسرائيليين في  دولة فلسطين المحتلة إلى ان تم زجه بين متاهات الجامعة عقابا على تجرأه لمحاولاته في إعادة مصر جمهورية عروبية ووطنية عظيمة من خلال "مفاجأته" بإختياره أمينا عاما لجامعة الدول العربية كي لايتحدث إلا عندما يتم إجماع عربي للسماح له حسب الأجندات العربية وموافقة أمريكا وحلفائها. وهذا ما إستشعرناه في تحوله بمواقفه خاصة عند زيارته لسوريا للمرة الأولى كأمينا عاما وتصريحاته الشهيرة ومن ثم التحول بخطابه بإبداء القلق على الوضع في سوريا وطلبه بالتوقف عن أعمال العنف..والذي لم يستطع بالطبع السيد نبيل العربي أن يتفوه عن قلقه هذا والتصريح به إلا بعد التحركات العربية وخاصة مجلس التعاون الخليجي.

نحن سأمنا من جامعة الدول العربية وفقدنا الإحساس بوجودها ولم نعد نثق ولا نؤمن بها ..لذلك فإننا نطالب السيد نبيل العربي أن يكون أمينا حقيقيا على مصالح ومشاعر الشعوب العربية..أن يكون أمينا على الثورات العربية المطالبة بالحرية والكرامة التي تعمدت الأنظمة المستبدة ان تسلبها من الشعوب العربية, وأن يتصف بالنُبل والعروبة ويستقيل من موقعه ويقترح في استقالته بإلغاء هذه الجامعة وتوزيع "التركة" على الشعوب العربية الفقيرة.